أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٥
ل * (كم) * وكل أهل عصر قرن لمن بعدهم لأنهم يتقدمونهم. قيل: سموا قرنا لاقترانهم في الوجود. والأثاث: متاع البيت. وقيل هو الجديد من الفرش. وغير الجديد منها يسمى (الخرثي) بضم الخاء وسكون الراء والثاء المثلثة بعدها ياء مشددة. وأنشد لهذا التفصيل الحسن بن علي الطوسي قول الشاعر: وقوله في هذه الآية الكريمة: * (وكم) * هي الخبرية، ومعناها الإخبار بعدد كثير، وهي في حمل نصب على المفعول به لأهلكنا، أي أهلكنا كثيرا. * (ومن) * مبينة ل * (كم) * وكل أهل عصر قرن لمن بعدهم لأنهم يتقدمونهم. قيل: سموا قرنا لاقترانهم في الوجود. والأثاث: متاع البيت. وقيل هو الجديد من الفرش. وغير الجديد منها يسمى (الخرثي) بضم الخاء وسكون الراء والثاء المثلثة بعدها ياء مشددة. وأنشد لهذا التفصيل الحسن بن علي الطوسي قول الشاعر:
* تقادم العهد من أم الوليد بنا * دهرا وصار أثاث البيت خرثيا * والإطلاق المشهور في العربية هو إطلاق الأثاث على متاع البيت مطلقا. قال الفراء: لا واحد له. ويطلق الأثاث على المال أجمع: الإبل، والغنم، والعبيد، والمتاع. والواحد أثاثة. وتأثث فلان: إذا أصاب رياشا، قاله الجوهري عن أبي زيد. وقوله * (ورئيا) * على قراءة الجمهور مهموزا، أي أحسن منظرا وهيئة، وهو فعل بمعنى مفعول من رأى البصرية. والمراد به الذي تراه العين من هيأتهم الحسنة ومتاعهم الحسن. وأنشد أبو عبيدة لمحمد بن نمير الثقفي في هذا المعنى قوله: وتأثث فلان: إذا أصاب رياشا، قاله الجوهري عن أبي زيد. وقوله * (ورئيا) * على قراءة الجمهور مهموزا، أي أحسن منظرا وهيئة، وهو فعل بمعنى مفعول من رأى البصرية. والمراد به الذي تراه العين من هيأتهم الحسنة ومتاعهم الحسن. وأنشد أبو عبيدة لمحمد بن نمير الثقفي في هذا المعنى قوله:
* أشافتك الظغائن يوم بانوا * بذي الرئي الجميل من الأثاث * وعلى قراءة قالون وابن ذكوان بتشديد الياء من غير همز. فقال بعض العلماء: معناه معنى القراءة الأولى، إلا أن الهمزة أبدلت ياء فأدغمت في الياء. وقال بعضهم: لا همز على قراءتهما أصلا بل عليها فهو من الري الذي هو النعمة والترفه، من قولهم: هو ريان من النعيم، وهي ريا منه. وعلى هذا فالمعنى أحسن نعمة وترفها. والأول أظهر عندي. والله تعالى أعلم.
والآيات التي أبطل الله بها دعواهم هذه كثيرة. كقوله تعالى: * (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خير لانفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) *، وقوله: * (ومآ أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى إلا من ءامن وعمل صالحا فأولائك لهم جزآء الضعف بما عملوا وهم فى الغرفات ءامنون) *. وقوله: * (فذرنى ومن يكذب بهاذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) * وأملى لهم إن كيدى متين) *، وقوله تعالى: * () *، وقوله تعالى: * (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بمآ أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) *. والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا، وقد قدمنا شيئا من ذلك.
وقول الكفار الذي حكاه الله عنهم في هذه الآية الكريمة * (أى الفريقين خير مقاما
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»