جثيا) *. وقوله: * (ثم ننجى) * قراءة الكسائي بإسكان النون الثانية وتخفيف الجيم، وقرأه الباقون بفتح النون الثانية وتشديد الجيم. وقد ذكرنا في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) أن جماعة رووا عن ابن مسعود: (أن ورود النار المذكور في الآية هو المرور عليها، لأن الناس تمر على الصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم) وأن الحسن وقتادة روي عنهما نحو ذلك أيضا. وروي عن ابن مسعود أيضا مرفوعا: (أنهم يردونها جميعا ويصدون عنها بحسب أعمالهم). وعنه أيضا تفسير (الورود بالوقوف عليها). والعلم عند الله تعالى.
وقوله تعالى في الآية الكريمة: * (كان على ربك حتما مقضيا) * يعني أن ورودهم النار المذكور كان حتما على ربك مقضيا، أي أمرا واجبا مفعولا لا محالة، والحتم: الواجب الذي لا محيد عنه، ومنه قول أمية بن أبي الصلت الثقفي: كان على ربك حتما مقضيا) * يعني أن ورودهم النار المذكور كان حتما على ربك مقضيا، أي أمرا واجبا مفعولا لا محالة، والحتم: الواجب الذي لا محيد عنه، ومنه قول أمية بن أبي الصلت الثقفي:
* عبادك يخطؤون وأنت رب * يكفيك المنايا والحتوم * فقوله: (والحتوم) جمع حتم، يعني الأمور الواجبة التي لا بد من وقوعها. وما ذكره جماعة من أهل العلم من أن المراد بقوله: حتما مقضيا) * قسما واجبا)، كما روي عن عكرمة وابن مسعود ومجاهد وقتادة وغيرهم لا يظهر كل الظهور.
واستدل من قال: إن في الآية قسما بحديث أبي هريرة الثابت في الصحيحين. قال البخاري في صحيحه: حدثنا علي، حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم) قال أبو عبد الله: * () * قسما واجبا)، كما روي عن عكرمة وابن مسعود ومجاهد وقتادة وغيرهم لا يظهر كل الظهور.
واستدل من قال: إن في الآية قسما بحديث أبي هريرة الثابت في الصحيحين. قال البخاري في صحيحه: حدثنا علي، حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم) قال أبو عبد الله: * (وإن منكم إلا واردها) * ا ه. وقال مسلم في صحيحه: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم). حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب قالوا. حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد بن حميد، وابن رافع، عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر كلاهما عن الزهري بإسناد مالك، وبمعنى حديثه إلا أن في حديث سفيان (فيلج النار إلا تحلة القسم) ا ه. قالوا. المراد بالقسم المذكور في هذا الحديث الصحيح هو قوله تعالى: * (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) * وهو معنى ما ذكرنا عن البخاري في قوله: قال أبو عبد الله * (وإن منكم إلا واردها) *.