أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٧
الذين كفروا بأايات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزآؤهم جهنم) * لأن من كفر بلقاء الله لا يرجو لقاءه. وقوله في (العنكبوت) * (والذين كفروا بأايات الله ولقآئه أولائك يئسوا من رحمتى) *، وقوله في (الأعراف): * (والذين كذبوا بأاياتنا ولقآء الا خرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون) * وقوله في (الأنعام): * (قد خسر الذين كذبوا بلقآء الله حتى إذا جآءتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على ما فرطنا فيها) *، وقوله تعالى في (يونس): * (قد خسر الذين كذبوا بلقآء الله وما كانوا مهتدين) *، وقوله في (الفرقان): * (وقال الذين لا يرجون لقآءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا فى أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا) *، وقوله في (الروم): * (وأما الذين كفروا وكذبوا بأاياتنا ولقآء الاخرة فأولائك فى العذاب محضرون) * إلى غير ذلك من الآيات.
تنبيه اعلم أن الرجال كقوله هنا * (يرجو لقآء ربه) * يستعمل في رجاء الخير، ويستعمل في الخوف أيضا. واستعماله في رجاء الخير مشهور. ومن استعمال الرجاء في الخوف قول أبي ذؤيب الهذلي: يرجو لقآء ربه) * يستعمل في رجاء الخير، ويستعمل في الخوف أيضا. واستعماله في رجاء الخير مشهور. ومن استعمال الرجاء في الخوف قول أبي ذؤيب الهذلي:
* إذا لسعته النحل لم يرج لسعها * وحالفها في بيت نوب عواسل * فقوله (لم يرج لسعها) أي لم يخف لسعها. ويروى حالفها بالحاء والخاء، ويروى عواسل بالسين، وعوامل بالميم.
فإذا علمت أن الرجاء يطلق على كلا الأمرين المذكورين فاعلم أنهما متلازمان، فمن كان يرجوا ما عند الله من الخير فهو يخاف ما لديه من الشر كالعكس. واختلف العلماء في سبب نزول هذه الآية الكريمة. أعني قوله تعالى: * (فمن كان يرجو لقآء ربه فليعمل عملا صالحا) *، فعن ابن عباس أنها نزلت في جندب بن زهير الأزدي الغامدي، قال: يا رسول الله، إنني أعمل العمل لله تعالى وأريد وجه الله تعالى، إلا أنه إذا اطلع عليه سرني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب، ولا يقبل ما شورك فيه) فنزلت الآية وذكره القرطبي في تفسيره، وذكر ابن حجر في الإصابة: أنه من رواية ابن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن أبي هريرة، وضعف هذا السند مشهور،
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»