أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٩
الآيات كما تقدم.
البرهان الثالث إحياء الأرض بعد موتها المذكور هنا في قوله: * (ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب) *، فإنه يكثر في القرآن الاستدلال به على البعث أيضا، كقوله: * (فإذآ أنزلنا عليها المآء اهتزت وربت إن الذى أحياها لمحى الموتى) *، وقوله: * (وأحيينا به بلدة ميتا كذالك الخروج) * أي كذلك الإحياء خروجكم من قبوركم أحياء بعد الموت، وقوله: * (ويحى الا رض بعد موتها وكذلك تخرجون) * أي من قبوركم أحياء بعد الموت، وقوله: * (حتى إذآ أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به المآء فأخرجنا به من كل الثمرات كذالك نخرج الموتى لعلكم تذكرون) * وقوله: * (وترى الا رض هامدة فإذآ أنزلنا عليها المآء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ذالك بأن الله هو الحق وأنه يحى الموتى وأنه على كل شىء قدير) * إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم.
فهذه البراهين الثلاثة يكثر جدا الاستدلال بها على البعث في كتاب الله كما رأيت وكما تقدم.
وهناك برهان رابع يكثر الاستدلال به على البعث أيضا ولا ذكر له في هذه الآيات، وهو إحياء الله بعض الموتى في دار الدنيا، كما تقدمت الإشارة إليه في (سورة البقرة)، لأن من أحيا نفسا واحدة بعد موتها قادر على إحياء جميع النفوس: * (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) *.
وقد ذكر جل وعلا هذا البرهان في (سورة البقرة) في خمسة مواضع.
الأول قوله: * (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون) *.
الثاني قوله: * (فقلنا اضربوه ببعضها كذالك يحى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون) *.
الثالث قوله جل وعلا: * (فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) *.
الرابع قوله: * (فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك ءاية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»