إلى طعامه الذي به حياته، ويفكر في الماء الذي هو سبب إنبات حبه من أنزلها؟ ثم بعد إنزال الماء وري الأرض من يقدر على شق الأرض عن النبات وإخراجه منهاا؟ ثم من يقدر على إخراج الحب من ذلك النباتا؟ ثم من يقدر على تنميته حتى يصير صالحا للأكلا؟ * (انظروا إلى ثمره إذآ أثمر وينعه) *. وذلك في قوله تعالى: * (فلينظر الإنسان إلى طعامه * (ط * (أنا صببنا ثم شققنا الا رض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدآئق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولانعامكم) *.
وكذلك يجب على الإنسان النظر في الشيء الذي خلق منه، لقوله تعالى: * (فلينظر الإنسان مم خلق) * وظاهر القرآن: أن النظر في ذلك واجب، ولا دليل يصرف عن ذلك.
التنبيه الثاني: اعلم أنه جل وعلا أشار في هذه الآيات من أول سورة (النحل) إلى براهين البعث الثلاثة، التي قدمنا أن القرآن العظيم يكثر فيه الاستدلال بها على البعث. الأول خلق السماوات والأرض المذكور في قوله: * (خلق السماوات والا رض بالحق) *. والاستدلال بذلك على البعث كثير في القرآن، كقوله: * (أءنتم أشد خلقا أم السمآء بناها رفع سمكها) * إلى قوله: * (متاعا لكم ولانعامكم) *، وقوله: * (أولم يروا أن الله الذى خلق السماوات والا رض ولم يعى بخلقهن بقادر على أن يحى الموتى) *، وقوله: * (لخلق السماوات والا رض أكبر من خلق الناس) *، وقوله: * (أوليس الذى خلق السماوات والا رض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم) * إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم.
البرهان الثاني خلق الإنسان أولا المذكور في قوله: * (خلق الإنسان من نطفة) * لأن من اخترع قادر على الإعادة ثانيا. وهذا يكثر الاستدلال به أيضا على البعث، كقوله: * (قل يحييها الذى أنشأهآ أول مرة وهو بكل خلق عليم) *، وقوله: * (وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون) *، وقوله: * (ياأيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) *، وقوله: * (أفعيينا بالخلق الا ول بل هم فى لبس من خلق جديد) * إلى غير ذلك من