.
وبين إعراض قوم صالح عن تلك الآيات في مواضع كثيرة. كقوله: * (فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا ياصاح ائتنا بما تعدنآ إن كنت من المرسلين) * وقوله * (فعقروها فقال تمتعوا فى داركم ثلاثة أيام) *. وقوله: * (كذبت ثمود بطغواهآ إذ انبعث أشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها) *. وقوله: * (فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر) *. وقوله: * (وءاتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها) *. وقوله: * (قالوا إنمآ أنت من المسحرين مآ أنت إلا بشر مثلنا فأت بأاية) *. إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا ءامنين) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن أصحاب الحجر وهم ثمود قوم صالح كانوا آمنين في أوطانهم، وكانوا ينحتون الجبال بيوتا.
وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر، كقوله تعالى: * (أتتركون فى ما هاهنآ ءامنين فى جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين) * وقوله تعالى: * (واذكروا إذ جعلكم خلفآء من بعد عاد وبوأكم فى الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا ءالآء الله) *. وقوله: * (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد) * أي قطعوا الصخر بنحته بيوتا. قوله تعالى: * (وما خلقنا السماوات والا رض وما بينهمآ إلا بالحق) *. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه ما خلق السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق. أي ليدل بذلك على أنه المستحق لأن يعبد وحده، وأنه يكلف الخلق ويجازيهم على أعمالهم.
فدلت الآية على أنه لم يخلق عبثا ولا لعبا ولا باطلا. وقد أوضح ذلك في آيات كثيرة، كقوله: * (وما خلقنا السمآء والا رض وما بينهما باطلا ذالك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) *، وقوله * (ربنآ ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) *، وقوله: * (وما خلقنا السماوات والا رض وما بينهما لاعبين ما خلقناهمآ إلا بالحق) *، وقوله: * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إلاه إلا هو رب العرش الكريم) *،