أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٠
ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذالك سبيلا أولائك هم الكافرون حقا) * وبين أنه لا تصح التفرقة بينهم بقوله: * (لا نفرق بين أحد منهم) * وقوله: * (لا نفرق بين أحد من رسله) * ووعد الأجر على عدم التفرقة بينهم في قوله: * (والذين ءامنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولائك سوف يؤتيهم أجورهم) *.
وقد بينا هذه المسألة في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب).
تنبيه اعلم أنه صلى الله عليه وسلم مر بالحجر المذكور في هذه الآية في طريقه في غزوة تبوك، فقد أخرج البخاري في صحيحه في غزوة تبوك عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: (لا تدخلوا مسكان الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي). وهذا لفظ البخاري. وأخرج البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك، (أمرهم ألا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها. فقالوا قد عجنا منها واستقينا، فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهرقو ذلك الماء). ثم قال البخاري: ويروى عن سبرة بن معبد وأبي الشموس: أن النبي صلى الله عليه وسلم (أمر بإلقاء الطعام) ثم قال: وقال أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من اعتجن بمائه).
ثم ساق بسنده عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أخبره: أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض ثمود الحجر واستقوا من بئرها واعتجنوا به فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن يهرقوا ما استقوا من بيارهم وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستسقوا من البئر التي تردها الناقة) ثم قال: تابعه أسامة عن نافع. ثم ساق بسنده عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم. ثم تقنع بردائه وهو على الرحل).
ثم ساق أيضا بسنده عن سالم أن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابكم) هذا كله لفظ البخاري في صحيحه. وقال ابن حجر في الفتح: أما حديث سبرة بن معبد فوصله أحمد
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»