سبق العاطس بالحمد أمن من الشوص واللوص والعلوص أخرجه ابن ماجة في سننه فهو ظاهر السقوط لأن الأمن فيه مقيد بكونه من المرض فلو أطلق لانصرف إلى الأمن من الخوف. وقد يجاب أيضا بأنه يخاف وقوع المذكور من الشوص الذي هو وجع السن واللوص الذي هو وجه الأذن والعلوص الذي هو وجع البطن؛ لأنه قبل وقوعها به يطلق عليه أنه خائف من وقوعها؛ فإذا أمن من وقوعها به فقد أمن من خوف.
أما لو كانت وقعت به بالفعل فلا يحسن أن يقال أمن منها؛ لأن الخوف في لغة العرب هو الغم من أمر مستقبل لا واقع بالفعل فدل هذا على أن زعم إمكان إطلاق الأمن على الشفاء من المرض خلاف الظاهر. وحاصل تحرير هذه المسألة في مبحثين:
الأول: في معنى الإحصار في اللغة العربية.
الثاني: في تحقيق المراد به في الآية الكريمة وأقوال العلماء وأدلتها في ذلك ونحن نبين ذلك كله إن شاء الله تعالى.
اعلم أن أكثر علماء العربية يقولون: إن الإحصار هو ما كان عن مرض أو نحوه قالوا: تقول العرب: أحصره المرض يحصره بضم الياء وكسر الصاد إحصارا وأما ما كان من العدو فهو الحصر تقول العرب حصر العدو يحصره بفتح الياء وضم الصاد حصرا بفتح فسكون ومن إطلاق الحصر في القرءان على ما كان من العدو قوله تعالى: * (وخذوهم واحصروهم) * ومن إطلاق الإحصار على غير العدو كما ذكرنا عن علماء العربية ا قوله تعالى.
* (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله) *. وقول ابن ميادة: * (الطويل:
* وما هجر ليلى أن تكون تباعدت * عليك ولا أن أحصرتك شغول * وعكس بعض علماء العربية. فقال: الإحصار من العدو والحصر من المرض قاله ابن فارس في المجمل نقله عنه القرطبي. ونقل البغوي نحوه عن ثعلب.
وقال جماعة من علماء العربية: إن الإحصار يستعمل في الجميع وكذلك الحصر وممن قال باستعمال الإحصار في الجميع الفراء وممن قال: بأن الحصر