أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ١٩
الأنهار لم يبين هنا أنواع هذه الأنهار ولكنه بين ذلك في قوله: * (فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى قوله تعالى) *.
* (ولهم فيهآ أزواج مطهرة) * لم يبين هنا صفات تلك الأزواج ولكنه بين صفاتهن الجميلة في آيات أخر كقوله: * (وعندهم قاصرات الطرف عين) * وقوله: * (كأنهن الياقوت والمرجان) * وقوله: * (وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون) * وقوله: * (وكواعب أترابا) * إلى غير ذلك من الآيات المبينة لجميل صفاتهن والأزواج: جمع زوج بلا هاء في اللغة الفصحى والزوجة بالهاء لغة لا لحن كما زعمه البعض.
وفي حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنها زوجتي أخرجه مسلم.
ومن شواهده قول الفرز دق الطويل:
* وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي * كساع إلى أسد الشرى يستبيلها * وقول الآخر: الكامل:
* فبكى بناتي شجوهن وزوجتي * والظاعنون إلي ثم تصدعوا * * (قوله تعالى ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل لم يبين هنا هذا الذي أمر به أن يوصل وقد أشار إلى أن منه الأرحام بقوله: * (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) *.
وأشار في موضع آخر إلى أن منه الإيمان بجميع الرسل فلا يجوز قطع بعضهم عن بعض في ذلك بأن يؤمن ببعضهم دون بعضهم الآخر. وذلك في قوله: * (ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا) *. * (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء ظاهره: أن ما في الأرض جميعا خلق بالفعل قبل السماء ولكنه بين في موضع آخر أن المراد بخلقه قبل السماء تقديره والعرب تسمي التقدير خلقا كقول زهير: ولأنت تفرى ما خلقت * وبعض القوم يخلق ثم لا يفري *
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»