أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ١٨
) * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء لأنهما من أعظم المخلوقات ومن قدر على خلق الأعظم فهو على غيره قادر من باب أحرى. وأوضح الله تعالى هذا البرهان في آيات كثيرة كقوله تعالى: * (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس) * وقوله: * (أوليس الذي خلق السماوات والأرض * بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم) * وقوله: * (أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعى بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى) * وقوله: * (أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم) * وقوله: * (أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها) * إلى غير ذلك من الآيات.
البرهان الثالث: إحياء الأرض بعد موتها؛ فإنه من أعظم الأدلة على البعث بعد الموت كما أشار له هنا بقوله: * (وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم) * وأوضحه في آيات كثيرة كقوله: * (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها * لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير) * وقوله: * (فأحيينا به * بلدة ميتا كذلك الخروج) * يعني: خروجكم من قبوركم أحياء بعد أن كنتم عظاما رميما. وقوله: * (ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون) * وقوله تعالى: * (حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى) * إلى غير ذلك من الآيات. * (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا لم يصرح هنا باسم هذا العبد الكريم صلوات الله وسلامه عليه وصرح باسمه في موضع آخر وهو قوله: * (وآمنوا بما نزل على محمد) * صلوات الله وسلامه عليه. * (قوله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة هذه الحجارة قال كثير من العلماء: إنها حجارة من كبريت. وقال بعضهم: إنها الأصنام التي كانوا يعبدونها. وهذا القول يبينه ويشهد له قوله تعالى: * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم الآية ا قوله تعالى) *. * (وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»