بهم، وذلك من إيقاعه على صريح اسمهم الظاهر الموضوع موضع الضمير الدال على أنه من شأنهم وخاصتهم في الغالب.
* (ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) *.
* (ذلكم) * المتصف بالصفات المذكورة المقتضية للألوهية والربوبية * (الله ربكم خالق كل شيء لا إلاه إلا هو) * أخبار مترادفة تخصص اللاحقة السابقة وتقلل اشتراكها في المفهوم نظرا إلى أصل الوضع وتقررها، وجوز في بعضها الوصفية والبدلية، وأخر * (خالق كل شيء) * عن * (لا إله إلا هو) * في آية سورة الأنعام، وقدم هنا لما أن المقصود ههنا على ما قيل الرد على منكري البعث فناسب تقديم ما يدل عليه، وهو أنه منه سبحانه وتعالى مبدأ كل شيء فكذا إعادته.
وقرأ زيد بن علي * (خالق) * بالنصب على الاختصاص أي أعني أو أخص خالق كل شيء فيكون * (لا إله إلا هو) * استئنافا مما هو كالنتيجة للأوصاف المذكورة فكأنه قيل: الله تعالى متصف بما ذكر من الصفات ولا إله إلا من اتصف بها فلا إله إلا هو * (فأنى تؤفكون) * فكيف ومن أي جهة تصرفون من عبادته سبحانه إلى عبادة غيره عز وجل. وقرأ طلحة في رواية * (يؤفكون) * بياء الغيبة.
* (كذلك يؤفك الذين كانوا باايات الله يجحدون) *.
* (كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون) * أي مثل ذلك الإفك العجيب الذي لا وجه له ولا مصحح أصلا يؤفك كل من جحد بآياته تعالى أي آية كانت لا إفكا آخر له وجه ومصحح في الجملة.
* (الله الذى جعل لكم الارض قرارا والسمآء بنآء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين) *.
* (الله الذي جعل لكم الأرض قرارا) * أي مستقرا * (والسماء بناءف) * أي قبة ومنه أبنية العرب لقبابهم التي تضرب وإطلاق ذلك على السماء على سبيل التشبيه، وهو تشبيه بليغ وفيه إشارة لكريتها. وهذا بيانل فضله تعالى المتعلق بالمكان بعد بيان فضله المتعلق بالزمان، وقوله سبحانه: * (وصوركم فأحسن صوركم) * بيان لفضله تعالى المتعلق بأنفسهم، والفاء في * (فأحسن) * تفسيرية فالمراد صوركم أحسن تصوير حيث خلق كلا منكم منتصب القامة بادي البشرة متناسب الأعضاء والتخطيطات متهيأ لمزاولة الصنائع واكتساب الكمالات. وقرأ الأعمش. وأبو رزين * (صوركم) * بكسر الصاد فرارا من الضمة قبل الواو، وجمع فعلة بضم الفاء على فعل بكسرها شاذ ومنه قوة وقوى بكسر القاف في الجمع. وقرأ فرقة * (صوركم) * بضم الصاد وإسكان الواو على نحو بسرة وبسر * (ورزقكم من الطيبات) * أي المستلذات طعما ولباسا وغيرهما وقيل الحلال * (ذلكم) * الذي نعت بما ذكر من النعوت الجليلة * (الله ربكم) * خبران لذلكم * (فتبارك الله) * تعالى بذاته * (رب العالمين) * أي مالكهم ومربيهم والكل تحت ملكوته مفتقر إليه تعالى في ذاته ووجوده وسائر أحواله جميعها بحيث لو انقطع فيضه جل شأنه عنه آنا لعدم بالكلية.
* (هو الحى لا إلاه إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين) *.
* (هو الحي) * المنفرد بالحياة الذاتية الحقيقية * (لا إله إلا هو) * إذ لا موجود يدانيه في ذاته وصفاته وأفعاله عز وجل * (فادعوه) * فاعبدوه خاصة لاختصاص ما يوجب ذلك به تعالى.
وتفسير الدعاء بالعبادة هو الذي يقتضيه قوله تعالى: * (مخلصين له الدين) * أي الطاعة من الشرك الخفي والجلي وأنه الأليق بالترتب على ما ذكر من أوصاف الربوبية والألوهية، وإنما ذكرت بعنوان الدعاء لأن اللائق هو العبادة على وجه التضرع والانكسار والخضوع * (الحمد لله رب العالمين) * أي قائلين ذلك.