بالاخوة أخوة الدين أو اخوة الصداقة والألفة أو أخوة الشركة والخلطة لقوله تعالى: * (وإن كثيرا من الخلطاء) * (ص: 24) وكل واحد من هذه الأخوات يدلي بحق مانع من الاعتداء والظلم، وقيل: هي أخوة في النسب وكان المتحاكمان أخوين من بني إسرائيل لأن وام، ولا يخفى أن المشهور أنهما كانا من الملائكة بل قيل لا خلاف في ذلك.
و * (اخي) * بيان عند ابن عطية وبدل أو خبر لأن عند الزمخشري، ولعل المقصود بالإفادة على الثاني قوله تعالى: * (له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة) * وهي الأنثى من بقر الوحش ومن الضأن والشاء والجبلي وتستعار للمرأة كالشاة كثيرا نحو قول ابن عون: أنا أبوهن ثلاث هنه * رابعة في البيت صغرا هنه ونعجتي خمسا توفيهنه * ألا فتى سحج يغذيهنه وقول عنترة: يا شاة ما قنص لمن حلت له * حرمت على وليتها لم تحرم وقول الأعشى: فرميت غفلة عينه عن شاته * فاصبت حبة قلبها وطحالها والظاهر إبقاؤها على حقيقتها هنا ويراد بها أنثى الضان، وجوز إرادة الامرأة، وسيأتي إن شاء تعالى ما يتعلق بذلك، وقرأ الحسن. وزيد بن علي * (تسع وتسعون) * بفتح التاء فيهما، وكثر مجيء الفعل والفعل بمعنى واحد نحو السكر والسكر ولا يبعد ذلك في التسع لا سيما وقد جاور العشر، والحسن. وابن هرمز * (ونعجة) * بكسر النون وهي لغة لبعض بني تميم، وقرأ ابن مسعود * (ولي نعجة أنثى) * ووجه ذلك الزمخشري بأنه يقال امرأة أنثى للحسناء الجميلة والمعنى وصفها بالعراقة في لين الأنوثة وفتورها وذلك أملح لها وأزيد في تكسرها وتثنيها ألا ترى إلى وصفهم لها بالكسول والمكسال، وقوله: فتور القيام قطيع الكلام * لغوب العشاء إذا لم تنم وقول قيس بن الخطيم: تنام عن كبر شأنها فإذا * قامت رويدا تكاد تنغرف وفي الكلام عليه توفية حق القسمين أعني ما يرجع إلى الظالم وما يرجع إلى المظلوم كأنه قيل: إنه مع وفور استغنائه وشدة حاجتي ظلمني حقي، وهذا ظاهر إذا كانت النعجة مستعارة وإلا فالمناسب تأكيد الأنوثة بأنها كاملة فيها فيكون أدر وأحلب لما يطلب منها على أن فيه رمزا إلى ما وري عنه * (فقال أكفلنيها) * ملكنيها، وحقيقته اجعلني أكفلها كما أكفل ما تحت يدي، وقال ابن كيسان: اجعلها كفلى أي نصيبي، وعن ابن عباس. وابن مسعود تحول لي عنها وهو بيان للمراد وألصق بوجه الاستعارة * (وعزني) * أي غلبني، وفي المثل من عز بز أي من غلب سلب وقال الشاعر: قطاة عزها شرك فباتت * تجاذبه وقد علق الجناح * (في الخطاب) * أي مخاطبته إياي محاجة بأن جاء بحجاج لم أطق رده، وقال الضحاك: أي إن تكلم