أولادهم شركائهم) * لاستنادها إلى الثقات وكثرة نظائرها، ومن أرادها فعليه " بخصائص " ابن جني محمولة عندي على حذف المضاف إليه من الأول واضمار المضاف في الثاني كما في قراءة من قرأ * (والله يريد الآخرة) * (الأنفال: 67) بالجر أي عرض الآخرة، وما ذكرت وإن كان فيه نوع بعد إلا أن تخطئة الثقات والفصحاء أبعد اه. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ببناء * (زين) * للمفعول ورفع * (قتل) * وجر * (أوردهم) * ورفع * (شركائهم) * بإضمار فعل دليل عليه * (زين) * كما في قوله:
ليبك يزيد ضارع لخصومة * ومختبط مما تطيح الطوائح كأنه لما قيل: زين لهم قتل أولادهم قيل من زينه؟ شركاؤهم.
* (ليردوهم) * أي ليهلكوهم بالإغواء * (وليلبسوا عليهم دينهم) * أي ليخلطوا عليهم ما كانوا عليه من دين إسمعيل عليه السلام حتى زلوا عنه إلى الشرك أو دينهم الذي وجب أن يكونوا عليه. وقيل: المعنى ليوقعوهم في دين ملتبس، واللام للتعليل إن كان التزيين من الشياطين لأن مقصودهم من إغوائهم ليس إلا ذلك، وللعاقبة إن كان من السدنة إذ ليس محط نظرهم ذلك لكنه عاقبته * (ولو شار الله) * أي عدم فعلهم ذلك * (ما فعلوه) * أي ما فعل المشركون ما زين لهم من القتل أو ما فعل الشركاء من التزيين أو الإرداء واللبس أو ما فعل الفريقان جميع ذلك على إجراء الضمير المفرد مجرى اسم الإشارة * (فذرهم وما يفترون) * الفاء فصيحة أي إذا كان ما كان بمشيئة الله تعالى فدعهم وافتراءهم أو ما يفترونه من الكذب ولا تبال بهم فإن في ما يشاء الله تعالى حكما بالغة وفيه من شدة الوعيد ما لا يخفى.
* (وقالوا هاذه أنعام وحرث حجر لا يطعمهآ إلا من نشآء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افترآء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون) *.
* (وقالوا) * حكاية لنوع آخر من أنواع كفر أولئك الكفار، وقيل: تتمة لما تقدم * (هاذه) * أي ما جعلوه لآلهتهم والتأنيث للخبر * (أنعام وحرث) * أي زرع * (حجر) * أي ممنوع منها وهو فعل بمعنى مفعول كالذبح يستوي فيه الواحد والكثير والذكر والأنثى لأن أصله المصدر ولذلك وقع صفة لأنعام وحرث. وقرأ الحسن وقتادة * (حجر) * بضم الحاء، وقرأ أيضا بفتح الحاء وسكون الجيم وبضم الحاء والجيم معا. ويحتمل في هذا أن يكون مصدرا كالحلم، وأن يكون جمعا كسقف ورهن. وعن ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهما * (حرج) * بكسر الحاء وتقديم الراء على الجيم أي ضيق وأصله حرج بفتح الحاء وكسر الراء، وقيل: هو مقلوب من حجر كعميق ومعيق.
* (لا يطعمها) * أي يأكلها * (إلا من نشاء) * يعنون - كما روي عن ابن زيد - الرجال دون النساء، وقيل: يعنون ذلك وخدم الأوثان، والجملة صفة أخرى لأنعام وحرث، وقوله سبحانه * (بزعمهم) * متعلق بمحذوف وقع حالا من فاعل * (قالوا) * أي قالوا ذلك متلبسين بزعمهم الباطل من غير حجة * (وأنعام) * خبر مبتدأ محذوف والجملة معطوفة على قوله سبحانه: * (هذه أنعام) * أي قالوا مشيرين إلى طائفة من أنعامهم وهذه أنعام. وقيل: إن الإشارة أولا إلى ما جعل لآلهتهم السابق وما بينهما كالاعتراض وهذا عطف على * (أنعام) * (الأنعام: 136) المتقدم إدخاله فيما تقدم لأن المراد به السوائب ونحوها وهي بزعمهم تعتق وتعفى لأجل الآلهة * (حرمت) * أي منعت * (ظهورها) * فلا تركب ولا يحمل عليها