* (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) * ومعنى هذا أن الرجل من العرب كان إذا أمسى في واد قفر وخاف قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه؛ يريد الجن وكبيرهم فلما سمع ذلك الجن استكبروا وقالوا: سدنا الجن والإنس؛ فذلك الرهق، والرهق في كلام العرب غشيان المحارم.
* (وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا) * قيل: إنه مما حكى الله عن الجن أي أن الإنس ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا، وقيل من كلام الله.
والضمير في * (وأنهم ظنوا) * للجن، والخطاب في * (ظننتم) * للإنس.
* (وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا) * يؤخذ من قوله: * (ملئت حرسا شديدا وشهبا) * أن الحادث الملأ والكثرة وكذلك * (مقاعد) * أي كنا نجد بعض المقاعد خالية من الحرس، والآن ملئت المقاعد كلها، ومعنى هذا أنهم يذكرون سبب ضربهم في البلاد حتى عثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلموا أن الله أراد بهم رشدا.