تفسير آيات من القرآن الكريم - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٣٦٠
* (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) * قال قتادة: كان اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بالله فأمرنا أن نخلص لله الدعوة إذا دخلنا المساجد، وقيل: المساجد أعضاء السجود السبعة.
* (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) * معناه: قام عبد الله يعبده كادوا يزدحمون عليه متراكمين تعجبا مما رأوا من عبادته، وإعجابا بما تلا من القرآن لأنهم رأوا منه ما لم يروا مثله، وعبادة عبد الله ليس بأمر مستبعد عن العقل، ولا مستنكر حتى يكونوا عليه لبدا، وقيل: لما قام عبد الله وحده مخالفا للمشركين كادوا لتظاهرهم على عدوانه يزدحمون عليه متراكمين.
وعن قتادة قال: لما قام عبد الله للدعوة تلبدت الإنس والجن وتظاهروا عليه ليبطلوا الحق الذي جاءهم به ويطفئوا نور الله إلا أن يتم هذا الأمر وينصره على من ناوأه.
* (قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا) * أي قال للمتظاهرين عليه: * (إنما أدعو ربي) * أي ما أتيتكم بأمر منكر، ولا ما يوجب إطباقكم على عداوتي إنما التعجب ممن يدعو غير الله، ويجعل له شريكا.
* (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا) * المعنى: لا أستطيع أن أضركم أو أن أنفعكم إنما الضار النافع الله عز وجل.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»