تفسير آيات من القرآن الكريم - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٣٤٦
ثم ذكر تمجيد الرب تبارك وتعالى نفسه وأنه يقول: ' أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم ' قال ابن عمر فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قلنا ليخرن به، وفيها ثلاث مسائل:
الأولى التنبيه على سبب الشرك؛ وهو أن المشرك بان له شيء من جلالة الأنبياء والصالحين، ولم يعرف الله سبحانه وتعالى؛ وإلا لو عرفه لكفاه وشفاه عن المخلوق، وهذا معنى قوله: * (وما قدروا الله حق قدره) * الآية.
المسألة الثانية: ما ذكر الله تبارك وتعالى من عظمته وجلاله أنه يوم القيامة يفعل هذا، وهذا قدر ما تحتمله العقول، وإلا فعظمة الله وجلاله أجل من أن يحيط بها عقل كما قال ' ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في كف أحدكم ' فمن هذا بعض عظمته وجلاله كيف يجعل في رتبته مخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا؟ هذا هو
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»