العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم، والضالون العاملون بلا علم، فالأول صفة اليهود، والثاني صفة النصارى. وكثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون، ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم، وهو يقر أن ربه فارض عليه أن يدعو بهذا الدعاء، ويتعوذ من طريق أهل هذه الصفات، فيا سبحان الله كيف يعلمه الله ويختار له، ويفرض عليه أن يدعو به دائما مع ظنه أنه لا حذر عليه منه، ولا يتصور أنه يفعله، هذا من ظن السوء بالله. والله أعلم، هذا آخر الفاتحة.
أما آمين فليست من الفاتحة، ولكنها تأمين على الدعاء، معناها اللهم استجب، فالواجب تعليم الجاهل لئلا يظن أنها من كلام الله؛ والله أعلم.
وهذه مسائل مستنبطة من سورة الفاتحة؛ استنبطها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
الأولى: * (إياك نعبد وإياك نستعين) * فيها التوحيد، الثانية: * (اهدنا الصراط المستقيم) * فيها المتابعة، الثالثة: أركان الدين الحب والرجاء والخوف، فالحب في الأولى والرجاء في الثانية والخوف في الثالثة.
الرابعة هلاك الأكثر في الجهل بالآية الأولى أعني استغراق الحمد واستغراق ربوبية العالمين، الخامسة أول المنعم عليهم وأول المغضوب عليهم والضالين، السادسة ظهور الكرم والحمد في ذكر المنعم عليهم، السابعة ظهور القدرة والمجد في ذكر المغضوب عليهم والضالين، الثامنة: دعاء الفاتحة مع قوله لا يستجاب الدعاء من قلب غافل. التاسعة: قوله: * (صراط الذين أنعمت عليهم) * فيه حجة الإجماع.