تفسير آيات من القرآن الكريم - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ١٧
هو حظ العبد من الله، وهو التضرع إليه والإلحاح عليه أن يرزقه هذا المطلب العظيم، الذي لم يعط أحد في الدنيا والآخرة أفضل منه، كما من الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح بقوله: * (ويهديك صراطا مستقيما) * والهداية ها هنا التوفيق والإرشاد، وليتأمل العبد ضرورته إلى هذه المسألة، فإن الهداية إلى ذلك تتضمن العلم والعمل الصالح على وجه الاستقامة والكمال والثبات على ذلك إلى أن يلقى الله.
والصراط الطريق الواضح والمستقيم الذي لا عوج فيه، والمراد بذلك الدين الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وهو * (صراط الذين أنعمت عليهم) * وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنت دائما في كل ركعة تسأل الله أن يهديك إلى طريقهم؛ وعليك من الفرائض أن تصدق الله أنه هو المستقيم، وكلما خالفه من طريق أو علم أو عبادة، فليس بمستقيم، بل معوج. وهذه أول الواجبات من هذه الآية، وهو اعتقاد ذلك بالقلب؛ وليحذر المؤمن من خدع الشيطان، وهو اعتقاد ذلك مجملا وتركه مفصلا، فإن أكفر الناس من المرتدين يعتقدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحق وإنما خالفه باطل؛ فإذا جاء بما لا تهوى أنفسهم فكما قال تعالى: * (فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) *.
وأما قوله: * (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) * فالمغضوب عليهم هم
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 21 22 23 ... » »»