وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب وأكرم عامر مثواه وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء الرجل فقال انى استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واديا ما في العرب أفضل منه وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك فقال عامر لا حاجة لي في قطيعتك نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * قوله تعالى (اقترب للناس حسابهم) الآيات * أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون قال من أمر الدنيا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله اقترب للناس حسابهم قال ما يوعدون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ما يأتيهم من ذكر من ربهم يقول ما ينزل عليهم شئ من القرآن وفى قوله لاهية قلوبهم قال غافلة وفى قوله وأسروا النحوي الذين ظلموا يقول أسروا الذين ظلموا النجوى * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وأسروا النجوى قال أسروا نجواهم بينهم هل هذا الا بشر مثلكم يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم أفتأتون السحر يقولون ان متابعة محمد صلى الله عليه وسلم متابعة السحر وفى قوله قل ربى يعلم القول قال الغيب وفى قوله بل قالوا أضغاث أحلام قال أباطيل أحلام * وأخرج ابن منده وأبو نعيم في المعرفة والبيهقي في سننه وابن عدي عن جندب البجلي أنه قتل ساحرا كان عند الوليد بن عقبة ثم قال أتأتون السحر وأنتم تبصرون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله بل قالوا أضغاث أحلام أي فعل الأحلام انما هي رؤيا رآها بل افتراه بل هو شاعر كل هذا قد كان منه فليأتنا بآية كما أرسل الأولون كما جاء موسى وعيسى بالبينات والرسل وما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أي ان الرسل كانوا إذا جاؤوا قومهم بالآيات فلم يؤمنوا لم ينظروا * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم ان كان ما تقول حقا ويسرك ان نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا فاتاه جبريل فقال إن شئت كان الذي سألت قومك ولكنه ان كان ثم لم يؤمنوا لم ينظروا وان شئت استأنيت بقومك قال بل استأنى بقومي فأنزل الله ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أفهم يؤمنون قال يصدقون بذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام يقول لم نجعلهم جسد أليس يأكلون الطعام انما جعلناهم جسدا يأكلون الطعام * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما كانوا خالدين قال لابد لهم من الموت ان يموتوا وفى قوله ثم صدقناهم الوعد إلى قوله وأهلكنا المسرفين قال هم المشركون * قوله تعالى (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم قال فيه شرفكم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله كتابا فيه ذكركم قال فيه حديثكم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله كتابا فيه ذكركم قال فيه دينكم أمسك عليكم دينكم كتابكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله كتابا فيه ذكركم يقول فيه ذكر ما تعنون به وأمر آخرتكم ودنياكم * قوله تعالى (وكم قصمنا من قرية) * أخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن ابن عباس قال بعث الله نبيا من حمير يقال له شعيب فوثب إليه عبد فضربه بعصى فسار إليهم بختنصر فقاتلهم فقتلهم حتى لم يبق منهم شئ وفيهم أنزل الله وكم أهلكنا من قرية كانت ظالمة إلى قوله خامدين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن الكلبي وكم قصمنا من قرية قال هي حصون بنى أزد * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وكم قصمنا من قرية قال أهلكناها وفى قوله لا تركضوا قال لا تفروا وفى قوله لعلكم تسألون قال تتفهمون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال كانوا إذا أحسوا بالعذاب وذهبت عنهم الرسل من بعدما أنذروهم فكذبوهم فلما فقدوا الرسل وأحسوا بالعذاب أرادوا الرجعة إلى الايمان وركضوا هاربين من العذاب فقيل لهم لا تركضوا فعرفوا انه لا محيص لهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله إذا هم منها يركضون قال يفرون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وارجعوا إلى ما أترفتم فيه يقول ارجعوا إلى دنياكم التي أترفتم فيها
(٣١٤)