الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٧٧
وان كانت بعيدة ولا قرب لها إذا بعدت وان كانت قريبة وكل رحم آتية يوم القيامة امام صاحبها تشهد له بصلته ان كان وصلها وعليه بقطيعة ان كان قطعها * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه ان أعرابيا قال يا رسول الله انى رجل موسر وان لي أما وأبا وأختا وأخا وعما وعمة وخالا وخالة فأيهم أولى بصلتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك * وأخرج أحمد والحاكم والبيهقي عن أبي رمثة التيمي تيم الرباب قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول يد المعطى العليا أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك * واخرج الطبراني والحاكم والشيرازي في الألقاب والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل ليسر للقوم الديار ويكثر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا قيل يا رسول الله وبم ذاك قال بصلتهم أرحامهم * وأخرج البيهقي وابن عدي وابن لآل في مكارم الأخلاق وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل البيت إذا تواصلوا أحرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرحمن عز وجل * وأخرج البيهقي وابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم حتى أن أهل البيت ليكونون فجارا فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا الرحم وان أعجل المعصية عقابا البغي واليمين الفاجرة تذهب المال وتعقم الرحم وتدع الديار بلاقع * وأخرج ابن أبي شيبة عن ثعلبة بن زهدم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يد المعطى العليا ويد السائل السفلى وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك * وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت وآت ذا القربى حقه أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فدكا * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعطى وكيف يعطى وبمن يبدأ فأنزل الله وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل فامر الله ان يبدأ بذي القربى ثم بالمسكين وابن السبيل ومن بعدهم قال ولا تبذر تبذيرا يقول الله عز وجل ولا تعط مالك كله فتقعد بغير شئ قال ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك فتمنع ما عندك فلا تعطى أحدا ولا تبسطها كل البسط فنهاه ان يعطى الا ما بين له وقال له واما تعرض عنهم يقول تمسك عن عطائهم فقل لهم قولا ميسورا يعنى قولا معروفا لعله ان يكون عسى ان يكون * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أنس ان رجلا قال يا رسول الله انى ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع قال تخرج الزكاة المفروضة فإنها طهرة تطهرك وتصل أقاربك وتعرف حق السائل والجار والمسكين فقال يا رسول الله أقلل لي قال فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا قال حسبي يا رسول الله * واخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ولا تبذر تبذيرا قال التبذير انفاق المال في غير حقه * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث ان التبذير النفقة في غير حقه * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله المبذرين قال هم الذين ينفقون المال في غير حقه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ولا تبذر تبذيرا يقول لا تعط مالك كله * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال من السرف ان يكتسي الانسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده وما جاوز الكفاف فهو التبذير * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير وما تصدقت فلك وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظ الشيطان * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال جاء ناس من مزينة يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ظنوا
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست