الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٠
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قد أخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم وسأخبرك بهم إن شاء الله عند وجه الصبح فلما أصبح سماهم له عبد الله بن أبي سعد وسعد بن أبي سرح وأبا حاصر الاعرابي وعامرا وأبا عامر والجلاس بن سويد بن الصامت ومجمع بن حارثة ومليحا التيمي وحصين بن نمير وطعمة بن أبيرق وعبد الله بن عيينة ومرة بن ربيع فهم اثنا عشر رجلا حاربوا الله ورسوله وأرادوا قتله فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك وذلك قوله عز وجل وهموا بما لم ينالوا وكان أبو عامر رأسهم وله بنوا مسجد الضرار وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة * وأخرج ابن سعد عن نافع بن جبير بن مطعم قال لم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين الذين تحسوه ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة رضي الله عنه وهم اثنا عشر رجلا ليس فيهم قرشي وكلهم من الأنصار ومن حلفائهم * وأخرج البيهقي في الدلائل عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كنت آخذا بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به وعمار يسوقه أو أنا أسوقه وعمار يقوده حتى إذا كنا بالعقبة فإذا أنا باثني عشر راكبا قد اعترضوا فيها قال فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرخ بهم فولوا مدبرين فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل عرفتم القوم قلنا لا يا رسول الله كانوا متلثمين ولكنا قد عرفنا الركاب قال هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة هل تدرون ما أرادوا قلنا لا قال أرادوا ان يزحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة فيلقوه منها قلنا يا رسول الله الا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم قال لا انى أكره ان تحدث العرب بينها ان محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم ثم قال اللهم ارمهم بالدبيلة قلنا يا رسول الله وما الدبيلة قال شهاب من نار يوضع على نياط قلب أحدهم فيهلك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله وهموا بما لم ينالوا قال أرادوا ان يتوجوا عبد الله بن أبي وان لم يرض محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح وهموا بما لم ينالوا قال هموا ان يتوجوا عبد الله بن أبي بتاج * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه ان مولى لبني عدى بن كعب قتل رجلا من الأنصار فقضى النبي صلى الله عليه وسلم بالدية اثنى عشر ألفا وفيه نزلت وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله * وأخرج ابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قتل رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ديته اثنى عشر ألفا وذلك قوله وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله قال بأخذهم الدية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله قال كانت له دية قد غلب عليها فأخرجها له رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال كان جلاس يحمل حمالة أو كان عليه دين فادى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قوله وما نقموا لا ان أغناهم الله ورسوله من فضله * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال ثم دعاهم إلى التوبة فقال إن يتوبوا يك خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة فاما عذاب الدنيا فالقتل وأما عذاب الآخرة فالنار وأخرج أبو الشيخ عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قوما قد هموا بهم سوء وأرادوا أمرا فليقوموا فلسيتغفروا فلم يقم أحد ثلاث مرار فقال قم يا فلان قم يا فلان فقالوا نستغفر الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لأنا دعوتكم إلى التوبة والله أسرع إليكم بها وأنا أطيب لكم نفسا بالاستغفار أخرجوا * قوله تعالى (ومالهم في الأرض من ولى ولا نصير) * أخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال قال لي ابن عباس رضي الله عنهما احفظ عنى كل شئ في القرآن ومالهم في الأرض من ولى ولا نصير فهي للمشركين فاما المؤمنون فما أكثر شفعاءهم وأنصارهم * قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله) الآيات * أخرج الحسن بن سفيان وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والعسكري في الأمثال والطبراني وابن منده والباوردي وأبو نعيم في معرفة الصحابة وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن أبي امامة الباهلي رضي الله عنه قال جاء ثعلبة بن حاطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله ان يرزقني مالا قال ويحك يا ثعلبة ما ترضى ان تكون مثلي فلو شئت ان يسير ربى هذه الجبال معي لسارت قال يا رسول الله ادع الله ان يرزقني مالا فوالذي بعثك بالحق ان آتاني الله
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست