وجنتيه وكل واحد منهما فرسخ في فرسخ ثم يعير ويخزى حتى يقول يا رب ابعثني إلى النار وارحمني من مقامي هذا وذلك قوله أنه من يحادد الله ورسوله فان له نار جهنم إلى قوله العظيم * قوله تعالى (يحذر المنافقون) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قال يقولون القول فيما بينهم ثم يقولون عسى الله أن لا يفشي علينا هذا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال كانت هذه السورة تسمى الفاضحة فاضحة المنافقين وكان يقال لها المثيرة أنبأت بمثالهم وعوراتهم * واخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ عن المسيب بن رافع رضي الله عنه قال ما عمل رجل من حسنة في سبعة أبيات الا أظهرها الله ولا عمل رجل من سيئة في سبعة أبيات الا أظهرها الله وتصديق ذلك كلام الله تعالى ان الله مخرج ما تحذرون * قوله تعالى (ولئن سألتهم) الآيتين * اخرج أبو نعيم في الحلية عن شريح بن عبيد رضي الله عنه أن رجلا قال لأبي الدرداء رضي الله عنه يا معشر القراء ما بالكم أجبن منا وأبخل إذا سئلتم وأعظم لقما إذا أكلتم فاعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه شيئا فأخبر بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فانطلق عمر إلى الرجل الذي قال ذلك فقال بثوبه وخنقه وقاده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل انما كنا نخوض ونلعب فأوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء لا أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء فقال رجل في المجلس كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن قال عبد الله فانا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكيه وهو يقول يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والعقيلي في الضعفاء وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب في رواة مالك عن ابن عمر قال رأيت عبد الله بن أبي وهو يشتد قدام النبي صلى الله عليه وسلم والأحجار تنكيه وهو يقول يا محمد انما كنا نخوض ونلعب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قال قال رجل من المنافقين يحدثنا محمد أن ناقة فلان بوادي كذا وكذا في يوم كذا وكذا وما يدريه بالغيب * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته إلى تبوك وبين يديه أناس من المنافقين فقالوا أيرجو هذا الرجل أن يفتح له قصور الشام وحصونها هيهات هيهات فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم احبسوا على هؤلاء لركب فأتاهم فقال قلتم كذا قلتم كذا قالوا يا نبي الله انما كنا نخوض ونلعب فأنزل الله فيهم ما تسمعون * وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره وأناس من المنافقين يسيرون امامه فقالوا ان كان ما يقول محمد حقا فلنحن شر من الحمير فأنزل الله تعالى ما قالوا فأرسل إليهم ما كنتم تقولون فقالوا انما كنا نخوض ونلعب * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب بن مالك قال قال محشي بن حمير لوددت انى أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم مائة على أن ينجو من أن ينزل فينا قرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا فان هم أنكروا وكتموا فقل بلى قد قلتم كذا وكذا فأدركهم فقال لهم فجاؤوا يعتذرون فأنزل الله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان يعف عن طائفة منكم الآية فكان لذي عفا الله عنه محشي بن حمير فتسمى عبد الرحمن وسال الله أن يقتل شهيدا لا يعلم بمقتله فقتل باليمامة لا يعلم مقتله ولا من قتله ولا يرى له أثر ولا عين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في رهط من المنافقين من بنى عمرو بن عوف فيهم وديعة بن ثابت ورجل من أشجع حليف لهم يقال له محشي بن حمير كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك فقال بعضهم لبعض أتحسبون قتال بنى الأصفر كقتال غيرهم والله لكأنا بكم غدا تقادون في الحبال قال محشي بن حمير لوددت أنى أقاضي فذكر
(٢٥٤)