قال السائحون الصائمون الذين يديمون الصيام * وأخرج ابن المنذر عن سفيان بن عيينة قال انما سمى الصائم السائح لأنه تارك للذات الدنيا كلها من المطعم والمشرب والمنكح فهو تارك للدنيا بمنزلة السائح * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي فاختة مولى جعدة بن هبيرة ان عثمان بن مظعون أراد ان ينظر أيستطيع السياحة قال وكانوا يعدون السياحة قيام الليل وصيام النهار * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن أبي امامة ان رجلا استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السياحة قال إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله السائحون قال هم المهاجرون ليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم سياحة الا الهجرة وكان سياحتهم الهجرة حين هاجروا إلى المدينة ليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ترهب * وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه قال كانت السياحة في بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله السائحون قال طلبة العلم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس الآمرون بالمعروف قال بلا إله إلا الله والناهون عن المنكر قال الشرك بالله وبشر المؤمنين قال الذين لم يغزوا * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله والحافظون لحدود الله قال لفرائض الله التي افترض نزلت هذه الآية في المؤمنين الذين لم يغزوا والآية التي قبلها فيمن غزا وبشر المؤمنين قال الغازين * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في هذه الآية قال هذه قال فيها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قضى على نفسه في التوراة والإنجيل والقرآن لهذه الأمة انه من قتل منهم على هذه الأعمال كان عند الله شهيدا ومن مات منهم عليها فقد وجب أجره على الله * وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح عن أبي هريرة قال الشهيد من لو مات على فراشه دخل الجنة قال وقال ابن عباس من مات وفيه تسع فهو شهيد التائبون العابدون إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يعنى بالجنة ثم قال التائبون إلى قوله والحافظون لحدود الله يعنى القائمون على طاعة الله وهو شرط اشترطه الله على أهل الجهاد إذا وفوا الله بشرطه وفى لهم بشرطهم * قوله تعالى (ما كان للنبي) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال النبي صلى الله عليه وسلم أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه وأبو جهل وعبد الله يعانوانه بتلك المقالة فقال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انه عنك فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين الآية وأنزل الله في أبى طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة عن علي قال سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت تستغفر لأبويك وهما مشركان فقال أولم يستغفر إبراهيم لأبيه فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال كانوا يستغفرون لهم حتى نزلت هذه الآية فلما نزلت أمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم ولم ينهوا ان يستغفروا للاحياء حتى يموتوا ثم أنزل الله تعالى وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الآية يعنى استغفر له ما كان حيا فلما مات أمسك عن الاستغفار * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال لما مرض أبو طالب أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال المسلمون هذا محمد صلى الله عليه وسلم يستغفر لعمه وقد استغفر إبراهيم لأبيه فاستغفروا لقراباتهم من المشركين فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين ثم أنزل الله تعالى وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه قال كان يرجوه في حياته فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه * وأخرج ابن جرير من طريق
(٢٨٢)