لعلكم يعنى لكي ترحموا فلا تعذبون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن معاوية بن قرة قال كان الناس يتأولون هذه الآية واتقوا النار التي أعدت للكافرين اتقوا لا أعذبكم بذنوبكم في النار التي أعددتها للكافرين * قوله تعالى (وسارعوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عطاء بن أبي رباح قال قال المسلمون يا رسول الله بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم ذنبا أصبح كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه أجدع أنفك أجذع أذنك افعل كذا وكذا فسكت فنزلت هؤلاء الآيات وسارعوا إلى مغفرة من ربكم إلى قوله والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بخير من ذلك ثم تلا هؤلاء الآيات عليهم * وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك في قوله وسارعوا إلى مغفرة من ربكم قال التكبيرة الأولى * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وسارعوا يقول سارعوا بالاعمال الصالحة إلى مغفرة من ربكم قال لذنوبكم وجنة عرضها السماوات والأرض يعنى عرض سبع سماوات وسبع أرضين لو لصق بعضهم إلى بعض فالجنة في عرضهن وأخرج ابن جرير من طريق السدى عن ابن عباس في الآية قال تقرن السماوات السبع والأرضون السبع كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض فذاك عرض الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كريب قال أرسلني ابن عباس إلى رجل من أهل الكتاب أسأله عن هذه الآية جنة عرضها السماوات والأرض فاخرج أسفار موسى فجعل ينظر قال سبع سماوات وسبع أرضين تلفق كما تلفق الثياب بعضها إلى بعض هذا عرضها وأما طولها فلا يقدر قدره الا الله * وأخرج ابن جرير عن التنوخي رسول هرقل قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب هرقل وفيه انك كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فأين النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار * وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت قوله وجنة عرضها السماوات والأرض فأين النار قال أرأيت الليل إذا لبس كل شئ فأين النهار قال حيث شاء الله قال فكذلك حيث شاء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن طارق بن شهاب ان ناسا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار فقال عمر إذا جاء الليل أين النهار وإذا جاء النهار أين الليل فقالوا لقد نزعت مثلها من التوراة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يزيد بن الأصم ان رجلا من أهل الأديان قال لابن عباس تقولون جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار فقال له ابن عباس إذ جاء الليل فأين النهار وإذا جاء النهار فأين الليل * وأخرج مسلم وابن المنذر والحاكم وصححه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض فقال عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض قال نعم قال بخ بخ لا والله يا رسول الله لابد ان أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فخرج تميرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه انها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل * قوله تعالى (الذين ينفقون في السراء) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الذين ينفقون في السراء والضراء يقول في العسر واليسر والكاظمين الغيظ يقول كاظمون على الغيظ كقوله وإذا ما غضبوا هم يغفرون يغضبون في الامر لو وقعوا فيه كان حراما فيغفرون ويعفون يلتمسون وجه الله بذلك والعافين عن الناس كقوله ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة الآية يقول لا تقسموا على أن لا تعطوهم من النفقة واعفوا واصفحوا * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله والكاظمين الغيظ ما الكاظمون قال الحابسون الغيظ قال عبد المطلب بن هاشم فخشيت قومي واحتبست قتالهم * والقوم من خوف قتالهم كظم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله والمعافين عن الناس قال عن المملوكين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله والعافين عن الناس قال يغيظون في الامر فيغفرون ويعفون عن الناس ومن فعل ذلك فهو محسن والله يحب المحسنين بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك هؤلاء في أمتي قليل الا من عصمه الله وقد كانوا كثيرا في الأمم التي مضت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة
(٧٢)