يوم أحد وشج في وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد جرح في وجهه وأصيب بعض رباعيته وفوق حاجبه فقال وسالم مولى أبى حذيفة يغسل الدم عن وجهه كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد شج في وجهه وأصيبت رباعيته فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدعو عليهم فقال كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى الشيطان ويدعوهم إلى الهدى ويدعونه إلى الضلالة ويدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار فهم ان يدعو عليهم فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انكشف عنه أصحابه يوم أحد كسرت رباعيته وجرح وجهه فقال وهو يصعد على أحد كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله مكانه ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم أصيبت يوم أحد أصابها عتبة بن أبي وقاص وشجه في وجهه فكان سالم مولى أبى حذيفة يغسل الدم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كيف يفلح قوم صنعوا هذا بنبيهم فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحرث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمر واللهم العن صفوان بن أمية فنزلت هذه الآية ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون فتيب عليهم كلهم * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على أربعة نفر فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية فهداهم الله للاسلام * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد ان يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لاحياء من أحياء العرب يجهر بذلك حتى أنزل الله ليس لك من الامر شئ وفى لفظ اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ثم بلغنا انه ترك ذلك لما نزل قوله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج عبد بن حميد والنحاس في ناسخه عن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم لعن في صلاة الفجر بعد الركوع في الركعة الآخرة فقال اللهم العن فلانا وفلانا ناسا من المنافقين دعا عليهم فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج ابن إسحاق والنجاس في ناسخه عن سالم بن عبد الله بن عمر قال جاء رجل من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك تنهى عن السبي يقول قد سبى العرب ثم تحول فحول قفاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكشف استه فلعنه ودعا عليه فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية ثم أسلم الرجل فحسن اسلامه * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال كانوا يتبايعون إلى الاجل فإذا حل الاجل زادوا عليهم وزادوا في الاجل فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء قال كانت ثقيف تداين بنى المغيرة في الجاهلية فإذا حل الاجل قالوا نزيدكم وتؤخرون عنا فنزلت لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال إن الرجل كان يكون له على الرجل المال فإذا حل الاجل طلبه من صاحبه فيقول المطلوب أخر عنى وأزيدك في مالك فيفعلان ذلك فذلك الربا أضعافا مضاعفة فوعظهم الله واتقوا الله في أمر الربا فلا تأكلوا لعلكم تفلحون لكي تفلحوا واتقوا النار التي أعدت للكافرين فخوف آكل الربا من المؤمنين بالنار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول يعنى في تحريم الربا
(٧١)