النوع الخمسون في منطوقه ومفهومه 4191 المنطوق ما دل عليه اللفظ في محل النطق فإن أفاد معنى لا يحتمل غيره فالنص نحو * (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) * وقد نقل عن قوم من المتكلمين أنهم قالوا بندور النص جدا في الكتاب والسنة وقد بالغ إمام الحرمين وغيره في الرد عليهم قال لأن الغرض من النص الاستقلال بإفادة المعنى على قطع مع إنحسام جهات التأويل والاحتمال وهذا وإن عز حصوله بوضع الصيغ ردا إلى اللغة فما أكثره مع القرائن الحالية والمقالية إنتهى أو مع احتمال غيره احتمالا مرجوحا فالظاهر نحو * (فمن اضطر غير باغ ولا عاد) * فإن الباغي يطلق على الجاهل وعلى الظالم وهو فيه أظهر وأغلب ونحو * (ولا تقربوهن حتى يطهرن) * فإنه يقال للإمقطاع طهر وللوضوء والغسل وهو في الثاني أظهر فإن حمل على المرجوح لدليل فهو تأويل ويسمى المرجوح المحمول عليه مؤولا كقوله * (وهو معكم أين ما كنتم) * فإنه يستحيل حمل المعية على القرب بالذات فتعين صرفه عن ذلك وحمله على القدرة والعلم أو على الحفظ والرعاية 4192 وكقوله * (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) * فإنه يستحيل حمله على الظاهر لاستحالة أن يكون للإنسان أجنحة فيحمل على الخضوع وحسن الخلق
(٨٤)