4151 أما الثالث ففيه أجوبة أخرى منها أن * (ثم) * بمعنى الواو فلا إيراد وقيل المراد ترتيب الخبر لا المخبر به كقوله * (ثم كان من الذين آمنوا) * وقيل على بابها وهي لتعارف ما بين الخلقين لا للتراخي في الزمان وقيل (خلق) بمعنى (قدر) 4152 وأما الرابع وجواب ابن عباس عنه فيحتمل كلامه أنه أراد أنه سمى نفسه (غفورا رحيما) وهذه التسمية مضت لأن التعلق انقضى وأما الصفتان فلا تزالان كذلك لا ينقطعان لأنه تعالى إذا أراد المغفرة أو الرحمة في الحال أو الاستقبال وقع مراده قاله الشمس الكرماني 4153 قال ويحتمل أن يكون ابن عباس أجاب بجوابين أحدهما أن التسمية هي التي كانت وانتهت والصفة لا نهاية لها والآخر أن معنى (كان) الدوام فإنه لا يزال كذلك ويحتمل أن يحمل السؤال على مسلكين والجواب على دفعهما كأن يقال هذا اللفظ مشعر بأنه في الزمان الماضي كان غفورا رحيما مع أنه لم يكن هناك من يغفر له أو يرحم وبأنه ليس في الحال كذلك لما يشعر به لفظ (كان) 4154 والجواب عن الأول بأن كان في الماضي تسمى به وعن الثاني بأن (كان) تعطى معنى الدوام وقد قال النحاة كان لثبوت خبرها ماضيا دائما أو منقطعا 4155 وقد أخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أن يهوديا قال له إنكم تزعمون أن الله كان عزيزا حكيما فكيف هو اليوم فقال إنه كان في نفسه عزيزا حكيما 4156 موضع آخر توقف فيه ابن عباس قال أبو عبيدة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال سأل رجل ابن عباس عن * (في يوم كان) *
(٧٥)