الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٤
الشخص الواحد مقدم إن استويا في الصحة عنه وإلا فالصحيح المقدم 6302 الثالث الأخذ بمطلق اللغة فإن القرآن نزل بلسان عربي وهذا قد ذكره جماعة ونص عليه أحمد في مواضع لكل نقل الفضل بن زياد عنه أنه سئل عن القرآن يمثل له الرجل ببيت من الشعر فقال ما يعجبني فقيل ظاهره المنع ولهذا قال بعضهم في جواز تفسيره القرآن بمقتضى اللغة روايتان عن أحمد وقيل الكراهة تحمل على صرف الآية عن ظاهرها إلى معان خارجة محتملة يدل عليها القليل من كلام العرب ولا يوجد غالبا إلا في الشعر ونحوه ويكون المتبادر خلافها 6303 وروى البيهقي في الشعب عن مالك قال لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا 6304 الرابع التفسير بالمقتضى معنى الكلام والمقتضب من قوة الشرع وهذا هو الذي دعابه النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس حيث قال (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) والذي عناه علي بقوله (إلا فهما يؤتاه الرجل في القرآن) ومن هنا اختلف الصحابة في معنى الآية فأخذ كل برأيه على منتهى نظره ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل قال تعالى * (ولا تقف ما ليس لك به علم) * وقال * (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) * وقال * (لتبين للناس ما نزل إليهم) * فأضاف البيان إليه وقال صلى الله عليه وسلم (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وقال (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) أخرجه أبو داود 6305 قال البيهقي في الحديث الأول هذا إن صح فإنما أراد والله أعلم الرأي الذي يغلب من غير دليل قام عليه وأما الذي بسنده برهان فالقول به جائز 6306 وقال في المدخل في هذا الحديث نظر وإن صح فإنما أراد به
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»