الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٦
5065 ومنها تجنيس الإطلاق بأن يجتمعا في المشابهة فقط كقوله * (وجنى الجنتين) * * (قال إني لعملكم من القالين) * * (ليريه كيف يواري) * * (وإن يردك بخير فلا راد) * * (اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم) * * (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض) * إلى قوله * (فذو دعاء عريض) * تنبيه 5066 لكون الجناس من المحاسن اللفظية لا المعنوية ترك عند قوة المعنى كقوله تعالى * (وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين) * قيل ما الحكمة في كونه لم يقل (وما أنت بمصدق) فإنه يؤدي معناه مع رعاية التجنيس وأجيب بأن في (مؤمن لنا) من المعنى ما ليس في (مصدق) لأن معنى قولك (فلان مصدق لي) قال لي صدقت وأما (مؤمن) فمعناه مع التصديق إعطاء الأمن ومقصودهم التصديق وزيادة وهو طلب الأمن فلذلك عبر به 5067 وقد زل بعض الأدباء فقال في قوله * (أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين) * لو قال (وتدعون) لكان فيه مراعاة للتجنيس وأجاب الإمام فخر الدين بأن فصاحة القرآن ليست لرعاية هذه التكليفات بل لأجل قوة المعاني وجزالة الألفاظ وأجاب غيره بأن مراعاة المعاني أولى من مراعاة الألفاظ ولو قال (أتدعون) و (تدعون) لوقع الالتباس على القارئ فيجعلها بمعنى واحد تصحيفا وهذا الجواب غير ناضج وأجاب ابن الزملكاني بأن التجنيس تحسين وإنما يستعمل في مقام الوعد والإحسان لا في مقام التهويل وأجاب الخويي بأن (تدع) أخص من (تذر) لأنه بمعنى ترك الشيء مع اعتنائه بشهادة الإشتقاق نحو الإيداع فإنه عبارة عن ترك الوديعة مع الاعتناء بحالها ولهذا يختار لها من هو مؤتمن عليها
(٢٤٦)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»