الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٤١
5045 وقوله * (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) * فإن العالم لا يخلو من هذه الأقسام الثلاثة إما عاص ظالم لنفسه وإما سابق مبادر للخيرات وإما متوسط بينهما مقتصد فيها ونظيرها * (وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون) * وكذا قوله تعالى * (له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك) * استوفى أقسام الزمان ولا رابع لهما وقوله * (والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع) * استوفى أقسام الخلق في المشي وقوله * (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) * استوفى جميع هيئات الذاكر وقوله * (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) * استوفى جميع أحوال المتزوجين ولا خامس لها 16 - التدبيج 5045 هو أن يذكر المتكلم ألوانا يقصد التورية بها والكناية قال ابن أبي الإصبع كقوله تعالى * (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود) * قال المراد بذلك والله أعلم الكناية عن المشتبه والواضح من الطرق لأن الجادة البيضاء هي الطريق التي كثر السلوك عليها جدا وهي أوضح الطرق وأبينها ودونها الحمراء ودون الحمراء السوداء كأنها في الخفاء والالتباس ضد البيضاء في الظهور والوضوح ولما كانت هذه الألوان الثلاثة في الظهور للعين طرفين وواسطة فالطرف الأعلى في الظهور البياض والطرف الأدنى في الخفاء السواد والأحمر بينهما على وضع الألوان في التركيب وكانت ألوان الجبال لا تخرج عن هذه الألوان الثلاثة والهداية بكل علم نصب للهداية منقسمة هذه القسمة أتت الآية
(٢٤١)
مفاتيح البحث: الإخفاء (2)، الظلم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»