الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٠
بعد الاستثناء ما يوجب مدح فاعله كان الكلام متضمنا تأكيد المدح بما يشبه الذم 5039 قلت ونظيرها قوله * (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) * وقوله * (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) * فإن ظاهر الاستثناء أن ما بعده حق يقتضي الإخراج فلما كان صفة مدح يقتضي الإكرام لا الإخراج كان تأكيدا للمدح بما يشبه الذم وجعل منه التنوخي في الأقصى القريب * (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما) * استثنى (سلاما سلاما) الذي هو ضد اللغو والتأثيم فكان ذلك مؤكدا لانتفاء اللغو والتأثيم انتهى 14 - التفويت 5040 هو إتيان المتكلم بمعان شتى من المدح والوصف وغير ذلك من الفنون كل فن في جملة منفصلة عن أختها مع تساوي الجمل في الزنة وتكون في الجمل الطويلة والمتوسطة والقصيرة 5041 فمن الطويلة * (الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين) * 5042 ومن المتوسطة * (تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي) * 5043 قال ابن أبي الإصبع ولم يأت المركب من القصيرة في القرآن 15 - التقسيم 5044 هو استيفاء أقسام الشيء الموجودة لا الممكنة عقلا نحو * (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا) * إذ ليس في رؤية البرق إلا الخوف من الصواعق والطمع في الأمطار ولا ثالث لهذين القسمين
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»