* (فاليوم ننجيك ببدنك) * على تفسيره بالدرع فإن البدن يطلق عليه وعلى الجسد والمراد البعيد وهو الجسد 4968 قال ومن ذلك قوله بعد ذكر أهل الكتاب من اليهود والنصارى حيث قال * (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم) * ولما كان الخطاب لموسى من الجانب الغربي وتوجهت إليه اليهود وتوجهت النصارى إلى المشرق كانت قبلة الإسلام وسطا بين القبلتين قال تعالى * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) * أي خيارا وظاهر اللفظ يوهم التوسط مع ما يعضده من توسط قبلة المسلمين صدق على لفظة (وسط) ها هنا أن يسمي تعالى به لاحتمالها المعنيين ولما كان المراد أبعدها وهو الخيار صلحت أن تكون من أمثلة التورية 4969 قلت وهي مرشحة بلازم المورى عنه وهو قوله * (لتكونوا شهداء على الناس) * فإنه من لوازم كونهم خيارا أي عدولا والإتيان قبلها من قسم المجردة ومن ذلك قوله * (والنجم والشجر يسجدان) * فإن النجم يطلق على الكوكب ويرشحه له ذكر الشمس والقمر وعلى ما لا ساق له من النبات وهو المعنى البعيد له وهو المقصود في الآية ونقلت من خط شيخ الإسلام ابن حجر أن التورية في القرآن قوله تعالى * (وما أرسلناك إلا كافة للناس) * فإن (كافة) بمعنى (مانع) أي تكفهم عن الكفر والمعصية والهاء للمبالغة وهذا معنى بعيد والمعنى القريب المتبادر أن المراد جامعة بمعنى (جميعا) لكن منع من حمله على ذلك أن التأكيد يتراخى عن المؤكد فكما لا تقول رأيت جميعا الناس لا تقول رأيت كافة الناس 2 - الاستخدام 4970 هو والتورية أشرف أنواع البديع وهما سيان بل فضله بعضهم عليها ولهم فيه عبارتان إحداهما أن يؤتى بلفظ له معنيان فأكثر مرادا به أحد معانيه ثم يؤتى بضميره
(٢٢٧)