الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٢١
فصل ومن أقسامه التمني 4942 وهو طلب حصول شيء على سبيل المحبة ولا يشترط إمكان المتمنى بخلاف المترجى لكن نوزع في تسمية تمني المحال طلبا بأن ما لا يتوقع كيف يطلب قال في عروس الأفراح فالأحسن ما ذكره الإمام وأتباعه من أن التمني والترجي والنداء والقسم ليس فيها طلب بل هو تنبيه ولا بدع في تسميته إنشاء انتهى وقد بالغ قوم فجعلوا التمني من قسم الخبر وأن معناه النفي والزمخشري ممن جزم بخلافه ثم استشكل دخول التكذيب في جوابه في قوله * (يا ليتنا نرد ولا نكذب) * إلى قوله * (وإنهم لكاذبون) * وأجاب بتضمنه معنى العدة فتعلق به التكذيب وقال غيره التمني لا يصح فيه الكذب وإنما الكذب في المتمنى الذي يترجح عند صاحبه وقوعه فهو إذن وارد على ذلك الاعتقاد الذي هو ظن وهو خبر صحيح قال وليس المعنى في قوله * (وإنهم لكاذبون) * أن ما تمنوا ليس بواقع لأنه ورد في معرض الذم لهم وليس في ذلك المتمنى ذم بل التكذيب ورد على إخبارهم عن أنفسهم أنهم لا يكذبون وأنهم يؤمنون وحرف التمني الموضوع له (ليت) نحو * (يا ليتنا نرد) * * (يا ليت قومي يعلمون) * * (يا ليتني كنت معهم فأفوز) * وقد يتمنى بهل حيث يعلم فقده نحو * (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا) * وبلوا نحو * (فلو أن لنا كرة فنكون) * ولذا نصب الفصل في جوابها وقد يتمنى ب (لعل) في البعيد فتعطى حكم (ليت) في نصب الجواب نحو * (لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع) *
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»