الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٧
3804 وقال ابن اللبان أولها العلماء بتأويلات منها أن النفس عبر بها عن الذات قال وهذا وإن كان سائغا في اللغة ولكن تعدي الفعل إليها بفي المفيدة للظرفية محال عليه تعالى وقد أولها بعضهم بالغيب أي ولا أعلم ما في غيبك وسرك قال وهذا حسن لقوله في آخر الآية * (إنك أنت علام الغيوب) * 3805 ومن ذلك الوجه وهو مؤول بالذات وقال ابن اللبان في قوله * (يريدون وجهه) * * (إنما نطعمكم لوجه الله) * * (إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) * المراد إخلاص النية 3806 وقال غيره في قوله * (فثم وجه الله) * أي الجهة التي أمر بالتوجه إليها 3807 ومن ذلك العين وهي مؤولة بالبصر أو الإدراك بل قال بعضهم إنها حقيقة في ذلك خلافا لتوهم بعض الناس أنها مجاز وإنما المجاز في تسمية العضو بها 3808 وقال ابن اللبان نسبة العين إليه تعالى اسم لآياته المبصرة التي بها سبحانه ينظر للمؤمنين وبها ينظرون إليه قال تعالى * (فلما جاءتهم آياتنا مبصرة) * نسب البصر للآيات على سبيل المجاز تحقيقا لأنها المرادة بالعين المنسوبة إليه وقال * (قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها) * قال فقوله * (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) * أي بآياتنا تنظر بها إلينا وننظر بها إليك قال ويؤيد أن المراد بالأعين هنا الآيات كونه علل بها الصبر لحكم ربه صريحا في قوله * (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا فاصبر لحكم ربك) * قال وقوله في سفينة نوح * (تجري بأعيننا) * أي بآياتنا بدليل * (وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها) * وقال * (ولتصنع على عيني) * أي على حكم آيتي التي أوحيتها إلى أمك * (أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم) * الآية إنتهى
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»