الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٢
وضرب لبسطه نحو * (ليس كمثله شيء) * لأنه لو قيل (ليس مثله شيء) كان أظهر للسامع وضرب لنظم الكلام نحو * (أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما) * تقديره (أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا) والمتشابه من جهة المعنى أوصاف الله تعالى وأوصاف القيامة فإن تلك الأوصاف لا تتصور لنا إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسه أوليس من جنسه والمتشابه من جهتهما خمسة أضرب الأول من جهة الكمية كالعموم والخصوص نحو * (فاقتلوا المشركين) * والثاني من جهة الكيفية كالوجوب والندب نحو * (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) * والثالث من جهة الزمان كالناسخ والمنسوخ نحو * (اتقوا الله حق تقاته) * والرابع من جهة المكان والأمور التي نزلت فيها نحو * (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) * * (إنما النسيء زيادة في الكفر) * فإن من لا يعرف عادتهم في الجاهلية يتعذر عليه تفسير هذه الآية الخامس من جهة الشروط التي يصح بها الفعل أو يفسد كشروط الصلاة والنكاح قال وهذه الجملة إذا تصورت علم أن كل ما ذكره المفسرون في تفسير المتشابه لا يخرج عن هذه التقاسيم ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب ضرب لا سبيل إلى الوقوف عليه كوقت الساعة وخروج الدابة ونحو ذلك وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة
(١٢)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»