وإياها اختار أئمة الفقهاء وقاداتها وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدق عنها ويأباها 3792 واختار ابن برهان مذهب التأويل قال ومنشأ الخلاف بين الفريقين هل يجوز أن يكون في القرآن شيء لم نعلم معناه أو لا بل يعلمه الراسخون في العلم 3792 م وتوسط ابن دقيق العيد فقال إذا كان التأويل قريبا من لسان العرب لم ينكر أو بعيدا توقفنا عنه وآمنا بمعناه على الوجه الذي أريد به مع التنزيه قال وما كان معناه من هذه الألفاظ ظاهرا مفهوما من تخاطب العرب قلنا به من غير توقيف كما في قوله تعالى * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * فنحمله على حق الله وما يجب له ذكر ما وقفت عليه من تأويل الآية المذكورة على طريقة أهل السنة 3793 من ذلك صفة الاستواء وحاصل ما رأيت فيها سبعة أجوبة أحدها حكى مقاتل والكلبي عن ابن عباس أن (استوى) بمعنى استقر وهذا إن صح يحتاج إلى تأويل فإن الاستقرار يشعر بالتجسيم 3794 ثانيها أن (استوى) بمعنى (استولى) ورد بوجهين أحدهما أن الله تعالى مستول على الكونين والجنة والنار وأهلهما فأي فائدة في تخصيص العرش والآخر أن الاستيلاء إنما يكون بعد قهر وغلبة والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك 3795 أخرج اللالكائي في السنة عن ابن الأعرابي أنه سئل عن معنى (استوى) فقال هو على عرشه كما أخبر فقيل يا أبا عبد الله معناه (استولى) قال اسكت لا يقال استولى على الشيء إلا إذا كان له مضاد فإذا غلب أحدهما قيل استولى 3796 ثالثها أنه بمعنى صعد قاله أبو عبيد ورد بأنه تعالى منزه عن الصعود أيضا
(١٥)