الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٢٩
الوقف عليه حسن والابتداء به قبيح لفساد المعنى إذ يصير تحذيرا من الإيمان بالله وقد يكون الوقف قبيحا والابتداء جيدا نحو * (من بعثنا من مرقدنا هذا) * الوقف على هذا قبيح لفصله بين المبتدأ وخبره ولأنه يوهم أن الإشارة إلى المرقد والابتداء بهذا كاف أو تام لاستئنافه تنبيهات الأول 1133 قولهم لا يجوز الوقف على المضاف دون المضاف إليه ولا كذا قال ابن الجزري إنما يريدون به الجواز الأدائي وهو الذي يحسن في القراءة ويروق في التلاوة ولا يريدون بذلك أنه حرام ولا مكروه اللهم إلا أن يقصد بذلك تحريف القرآن وخلاف المعنى الذي أراده الله فإنه يكفر فضلا عن أن يأثم الثاني 1134 قال ابن الجزري أيضا ليس كلما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفا أو ابتداء ينبغي أن يتعمد الوقف عليه بل ينبغي تحري المعنى الأتم والوقف الأوجه وذلك نحو الوقف على * (وارحمنا أنت) * والابتداء * (مولانا فانصرنا) * على معنى النداء ونحو * (ثم جاؤوك يحلفون) * ويبتدئ * (بالله إن أردنا) * ونحو * (يا بني لا تشرك) * ويبتدئ * (بالله إن الشرك) * على معنى القسم ونحو * (وما تشاؤون إلا أن يشاء) * ويبتدئ * (الله رب العالمين) * ونحو * (فلا جناح) * ويبتدئ * (عليه أن يطوف بهما) * فكله تعسف وتمحل وتحريف للكلم عن مواضعه الثالث 1135 يغتفر في طول الفواصل والقصص والجمل المعترضة ونحو ذلك وفي
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»