الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٢٧
وهذا هو الذي سماه بعضهم شبيها بالتام ومنه ما يتأكد استحسانه لبيان المعنى المقصود به وهو الذي سماه السجاوندي باللازم وإن كان له تعلق فلا يخلو إما أن يكون من جهة المعنى فقط وهو المسمى بالكافي للاكتفاء به واستغنائه عما بعده واستغناء ما بعده عنه كقوله * (ومما رزقناهم ينفقون) * وقوله * (وما أنزل من قبلك) * وقوله * (على هدى من ربهم) * ويتفاضل في الكفاية كتفاضل التام نحو * (في قلوبهم مرض) * كاف * (فزادهم الله مرضا) * أكفى منه * (بما كانوا يكذبون) * أكفى منهما وقد يكون الوقف كافيا على تفسير وإعراب وقراءة غير كاف على آخر نحو قوله * (يعلمون الناس السحر) * كاف إن جعلت ما بعده نافية حسن إن فسرت موصولة * (وبالآخرة هم يوقنون) * كاف إن أعرب ما بعده مبتدأ خبره * (على هدى) * حسن إن جعل خبر * (الذين يؤمنون بالغيب) * أو خبر * (والذين يؤمنون بما أنزل) * * (ونحن له مخلصون) * كاف على قراءة * (أم تقولون) * بالخطاب حسن على قراءة الغيب * (يحاسبكم به الله) * كاف على قراءة من رفع * (فيغفر) * و * (يعذب) * حسن على قراءة من جزم وإن كان التعلق من جهة اللفظ فهو المسمى بالحسن لأنه في نفسه حسن مفيد يجوز الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي إلا أن يكون رأس آية فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء لمجيئه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أم سلمة الآتي وقد يكون الوقف حسنا على تقدير وكافيا أو تاما على آخر نحو * (هدى للمتقين) * حسن إن جعل ما بعده نعتا كاف إن جعل خبر مقدر أو مفعول مقدر
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»