إلى عذاب السعير، فكأن القائل منهم يقول: يتبعون دين آبائهم ولو كان مصيرهم إلى السعير. فدخلت ألف التوقيف على حرف العطف; كما كان اتساق الكلام فيه; فتأمله.
وقوله تعالى: * (ومن يسلم وجهه إلى الله) * معناه يخلص ويوجه ويستسلم به، والوجه هنا: الجارحة، استعير للمقصد; لأن القاصد إلى شئ فهو مستقبله بوجهه، فاستعير ذلك للمعاني، والمحسن: الذي جمع القول والعمل، وهو الذي شرحه صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل - عليه السلام - عن الإحسان. والمتاع القليل هنا هو العمر في الدنيا. - وقوله: * (قل الحمد لله) * أي: على ظهور الحجة.
وقوله تعالى: * (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام...) * الآية. روي عن ابن عباس: أن سبب نزولها أن اليهود قالت: يا محمد; كيف عنينا بهذا القول * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) * [الإسراء: 85] ونحن قد أوتينا التوراة تبيانا لكل شئ؟ فنزلت الآية، وقيل غير هذا.
قال * ع *: وهذه الآية بحر نظر وفكرة، نور الله قلوبنا بهداه.