تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٩
وقوله تعالى: * (أم حسب الذين يعملون السيئات) * أم: معادلة للهمزة; في قوله:
* (أحسب) * [العنكبوت: 2] وكأنه تعالى قرر الفريقين: قرر المؤمنين على ظنهم أنهم لا يفتنون، وقرر الكافرين الذين يعملون السيئات; في تعذيب المؤمنين; وغير ذلك على ظنهم; أنهم يسبقون عقاب الله; ويعجزونه، ثم الآية بعد تعم كل عاص، وعامل سيئة من المسلمين; وغيرهم، وفي الآية وعيد شديد للكفرة الفاتنين، وفي قوله تعالى:
* (من كان يرجوا لقاء الله) * تثبيت للمؤمنين، وباقي الآية بين، والله الموفق.
وقال * ص *: قول * ع *: أم: معادلة للألف في قوله: * (أحسب) * يقتضي أنها هنا متصلة; وليس كذلك; بل " أم " هنا: منقطعة مقدره ب‍ " بل "; للاضراب، بمعنى:
الانتقال; لا بمعنى الإبطال; وهمزة الاستفهام; للتقرير والتوبيخ; فلا تقتضي جوابا، انتهى.
وقوله تعالى: * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم) * إخبار عن المؤمنين المهاجرين الذين هم في أعلى رتبة من البدار إلى الله تعالى; نوه بهم - عز وجل - وبحالهم; ليقيم نفوس المتخلفين عن الهجرة; وهم الذين فتنهم الكفار.
* (ولنجزينهم أحسن) *، أي: ثواب أحسن الذي كانوا يعملون.
وقوله تعالى * (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) * روي عن قتادة وغيره: أنها نزلت في شأن سعد بن أبي وقاص; وذلك أنه هاجر; فحلفت أمه أن لا تستظل بظل حتى يرجع إليها; ويكفر بمحمد، فلج هو في هجرته، ونزلت الآية.
وقيل: بل نزلت في عياش بن أبي ربيعة; وكانت قصته كهذه ثم خدعه أبو جهل;
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381