تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٩٤
وقوله سبحانه: * (والله خلق كل دابة من ماء) * الآية آية اعتبار، والدابة: كل ما دب من جميع الحيوان، وقوله: * (من ماء) * قال الجمهور: يعني أن خلقة كل حيوان فيها ماء; كما خلق آدم من الماء والطين، وقال النقاش: أراد مني الذكور، والمشي على البطن:
للحيات، والحوت، والدود، وغيره، وعلى رجلين: للإنسان، والطير إذا مشى، وعلى أربع لسائر الحيوان، وفي مصحف أبي بن كعب: " ومنهم من يمشي على أكثر " فعمم بهذه الزيادة جميع الحيوان.
وقوله تعالى: * (لقد أنزلنا آيات مبينات) * يعم كل ما نصب الله تعالى من آية.
وقوله تعالى: * (ويقولون) * يعني المنافقين; روي أن رجلا من المنافقين اسمه بشر دعاه يهودي إلى التحاكم عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان المنافق مبطلا، فأبى، ودعا اليهودي إلى كعب بن الأشرف، فنزلت هذه الآية، فيه، والحيف: الميل.
وقوله سبحانه: * (إنما كان قول المؤمنين...) * الآية المعنى: إنما كان الواجب أن يقوله المؤمنون إذا دعوا إلى حكم الله ورسوله - سمعنا وأطعنا.
وقوله سبحانه: * (ومن يطع / الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون) * قال الغزالي في " المنهاج ": التقوى في القرآن تطلق على ثلاثة أشياء:
أحدها: بمعنى الخشية والهيبة; قال الله عز وجل: * (وإياي فاتقون) * [البقرة: 41].
وقال سبحانه: * (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله [البقرة: 281].
والثاني: بمعنى الطاعة والعبادة; قال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) * [آل عمران: 102]. قال ابن عباس: أطيعوا الله حق طاعته، وقال مجاهد: هو أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381