تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٩٣
وقوله تعالى: * (كل قد علم صلاته وتسبيحه) * قال الزجاج وغيره: المعنى: كل قد علم [الله] صلاته وتسبيحه.
وقال الحسن: المعنى: كل قد علم صلاة نفسه وتسبيح نفسه.
وقالت فرقة: المعنى: كل قد علم صلاة الله وتسبيح الله اللذين أمر بهما وهدى إليهما، فهذه إضافة خلق إلى خالق، وباقي الآية وعيد، و * (يزجي) * معناه: يسوق، والركام، الذي يركب بعضه بعضا ويتكاثف، والودق: المطر، قال البخاري: * (من خلاله) * أي: من بين أضعاف السحاب، انتهى.
وقوله تعالى: * (وينزل من السماء من جبال فيها من برد) * قيل: ذلك حقيقة، وقد جعل الله في السماء جبالا من برد، وقالت فرقة: ذلك مجاز، وإنما أراد وصف كثرته، وهذا كما تقول: عند فلان جبال من مال وجبال من العلم.
قلت: وحمل اللفظ على حقيقته أولى إن لم يمنع من ذلك مانع، ومن كتاب " الفرج " بعد الشدة " للقاضي أبي على التنوخي، أحد الرواة عن أبي الحسن الدارقطني والمختصين به - قال: أخبرنا أبو بكر الصولي عن بعض العلماء قال: رأيت امرأة بالبادية، وقد جاء البرد فذهب بزرعها، فجاء الناس يعزونها، فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت: اللهم أنت المأمول لأحسن الخلف وبيدك التعويض مما تلف، فافعل بنا ما أنت أهله، فإن أرزاقنا عليك وآمالنا مصروفة إليك، قال: فلم أبرح حتى مر رجل من الأجلاء، فحدث بما كان; فوهب لها خمسمائة دينار، فأجاب الله دعوتها وفرج في الحين كربتها، انتهى. وال‍ * (سنا) * مقصورا: الضوء، وبالمد: المجد، والباء في قوله * (بالأبصار) * يحتمل أن تكون زائدة.
(١٩٣)
مفاتيح البحث: الفرج (1)، المنع (1)، الصّلاة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381