تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٢
وقوله عز وجل: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم...) الآية مخاطبة للعرب في قول الجمهور، وهذا على جهة تعديد النعمة عليهم، إذ جاءهم بلسانهم، وبما يفهمونه من الأغراض والفصاحة وشرفوا به غابر الدهر.
وقوله: (من أنفسكم): يقتضي مدحا لنسبه صلى الله عليه وسلم، وأنه من صميم العرب، وشرفها، وقرأ عبد الله بن قسيط المكي: " من أنفسكم " - بفتح الفاء -، من النفاسة، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: (ما عنتم): معناه عنتكم، ف‍ " ما " مصدرية، والعنت: المشقة، وهي هنا لفظة عامة، أي: عزيز عليه ما شق عليكم: من قتل وإسار وامتحان، بحسب الحق واعتقادكم أيضا معه، (حريص عليكم) أي: على إيمانكم وهداكم.
وقوله: (بالمؤمنين رؤوف) أي: مبالغ في الشفقة عليهم، قال أبو عبيدة: الرأفة أرق الرحمة.
ثم خاطب سبحانه نبيه بقوله: (فإن تولوا)، أي: أعرضوا، (فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم): هذه الآية من آخر ما نزل، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة