تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٩
معناه، وقال الداوودي: (كان تحته كنز لهما)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ذهب وفضة " انتهى، فإن صح هذا الحديث، فلا نظر لأحد معه، فالله أعلم أي ذلك كان.
وقوله سبحانه: (وكان أبوهما صالحا) ظاهر اللفظ، والسابق منه إلى الذهن أنه والدهما دنية، وقيل: هو الأب السابع، وقيل: العاشر، فحفظا فيه، وفي الحديث: " أن الله تعالى يحفظ الرجل الصالح في ذريته "، وقول الخضر: (وما فعلته عن أمري)، يقتضي أنه نبي، وقد اختلف فيه، فقيل: هو نبي، وقيل: عبد صالح، وليس بنبي، وكذلك اختلف في موته وحياته، والله أعلم بجميع ذلك، ومما يقضى بموت الخضر قوله صلى الله عليه وسلم:
" أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن إلى رأس مائة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد ".
قال القرطبي في " تذكرته ": وذكر عن عمرو بن دينار: الخضر وإلياس عليهما السلام حيان، فإذا رفع القرآن ماتا / قال القرطبي: وهذا هو الصحيح انتهى، وحكايات من رأى الخضر من الأولياء لا تحصى كثرة فلا نطيل بسردها، وانظر " لطائف المنن " لابن عطاء الله.
وقوله: (ذلك تأويل): أي مآل، وحكى السهيلي أنه لما حان للخضر وموسى أن يفترقا، قال له الخضر: لو صبرت، لأتيت على ألف عجب، كلها أعجب مما رأيت، فبكى موسى، وقال للخضر: أوصني يرحمك الله، فقال: يا موسى، اجعل همك في معادك، ولا تخض فيما لا يعنيك، ولا تأمن من الخوف في أمنك، ولا تيئس من الأمن في خوفك، وتدبر الأمور في علانيتك، ولا تذر الإحسان في قدرتك، فقال له موسى: زدني يرحمك الله، فقال له الخضر: يا موسى، إياك واللجاجة، ولا تمش في غير حاجة، ولا تضحك من غير عجب، ولا تعير أحدا، وابك على خطيئتك يا بن عمران. انتهى.
(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة