تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٨
قال * ع *: وذلك أن الله تعالى خلق خلقا للسعادة، وخلقا للشقاوة، ثم يسر كلا لما خلق له، وهذا نص في الحديث الصحيح، وجعل بعد ذلك الاختلاف في الدين على الحق هو أمارة الشقاوة، وبه علق العقاب، فيصح أن يحمل قول الحسن هنا:
وللاختلاف خلقهم، أي: لثمرة الاختلاف، وما يكون عنه من شقاوة أو سعادة، وقال أشهب: سألت مالكا عن هذه الآية، فقال: خلقهم، ليكون فريق في الجنة، وفريق في السعير، وقيل غير هذا.
وقوله تعالى: (وتمت كلمة ربك) أي: نفذ قضاؤه، وحق أمره، واللام في (لأملأن): لام قسم.
وقوله سبحانه: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك)، و " كلا " مفعول مقدم ب‍ " نقص "، و " ما " بدل من قوله: و " كلا "، و (نثبت به فؤادك) أي: نؤنسك فيما تلقاه، ونجعل لك الإسوة.
(وجاءك في هذه الحق) قال الحسن: (هذه) إشارة إلى دار الدنيا، وقال ابن عباس: (هذه)، إشارة إلى السورة، وهو قول الجمهور.
قال * ع *: ووجه تخصيص هذه السورة بوصفها بحق، والقرآن كله حق أن ذلك يتضمن معنى الوعيد للكفرة، والتنبيه للناظر، أي: جاءك في هذه السورة الحق الذي أصاب الأمم الماضية، وهذا كما يقال عند الشدائد: جاء الحق، وإن كان الحق يأتي في غير الشدائد، ثم وصف سبحانه أن ما تضمنته السورة هو موعظة وذكرى للمؤمنين.
(٣٠٨)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة