الأعراب، وهي عامة في الأمة إلى يوم القيامة. قال أبو عثمان: ما في القرآن آية أرجى عندي لهذه الأمة منها. وقال مجاهد: بل نزلت هذه الآية في أبي لبابة الأنصاري خاصة في شأنه مع بني قريظة لما أشار لهم إلى حلقه، ثم ندم وربط نفسه في سارية من سواري المسجد، وقالت فرقة عظيمة: بل نزلت هذه الآية في شأن المخلفين عن غزوة تبوك.
* ت *: وخرج " البخاري " بسنده عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أتاني الليلة آتيان، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء. وشطر كأقبح ما أنت راء. قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك، قالا: أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فتجاوز الله عنهم ". انتهى.
وقوله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة...) الآية: روي أن الجماعة التائبة لما تيب عليها، قالوا: يا رسول الله، إنا نريد أن نتصدق بأموالنا زيادة في توبتنا، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: " إني لا أعرض لأموالكم إلا بأمر من الله "، فتركهم حتى نزلت هذه الآية، فهم المرا د بها، فروي أنه صلى الله عليه وسلم أخذ ثلث أموالهم، مراعاة لقوله تعالى: (من أموالهم)،