تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٧٥
منها: أن يريد عن قوة منكم عليهم، وقهر، واليد في كلام العرب: القوة.
ومنها: أن يريد سوق الذمي لها بيده، لا أن يبعثها مع رسول، ليكون في ذلك إذلال لهم.
ومنها: أن يريد نقدها ناجزا، تقول: بعته يدا بيد، أي: لا يؤخروا بها.
ومنها: أن يريد عن استسلام، يقال: ألقى فلان بيده، إذا عجز واستسلم.
وقوله سبحانه: (وقالت اليهود عزير ابن الله): الذي كثر في كتب أهل العلم، أن فرقة من اليهود قالت هذه المقالة وروي أنه قالها نفر يسير منهم فنحاص وغيره، قال النقاش: ولم يبق الآن يهودي يقولها، بل انقرضوا.
قال * ع *: فإذا قالها ولو واحد من رؤسائهم، توجهت شنعة المقالة على جماعتهم، وحكى الطبري وغيره، أن بني إسرائيل أصابتهم فتن وجلاء، وقيل: مرض، وأذهب الله عنهم التوراة في ذلك، ونسوها، وكان علماؤهم قد دفنوها أول ما أحسوا بذلك البلاء، فلما طالت المدة، فقدت التوراة جملة، فحفظها الله عزيرا، كرامة منه له، فقال لبني إسرائيل: إن الله قد حفظني التوراة، فجعلوا يدرسونها من عنده، ثم إن التوراة المدفونة وجدت، فإذا هي مساوية لما كان عزير يدرس، فضلوا عند ذلك، وقالوا: إن هذا لم يتهيأ لعزير إلا وهو ابن الله، نعوذ بالله من الضلال.
وقوله: (بأفواهم)، أي: بمجرد الدعوى من غير حجة ولا برهان، و (يضاهئون)، قراءة الجماعة، ومعناه: يحاكون ويماثلون، والإشارة بقوله: (الذين كفروا من قبل):
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة