تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٧٠
لا ينازعكموها إلا ظالم ".
واختلف الناس في سبب نزول هذه الآية، فقال مجاهد: أمروا بالهجرة، فقال العباس: أنا أسقي الحاج، وقال عثمان بن طلحة: أنا حاجب الكعبة، وقال محمد بن كعب: إن العباس وعليا وعثمان بن طلحة تفاخروا فنزلت الآية، وقيل غير هذا.
/ وقوله سبحانه: (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله...) الآية: لما حكم سبحانه في الآية المتقدمة بأن الصنفين لا يستوون، بين ذلك في هذه الآية الأخيرة، وأوضحه، فعدد الإيمان والهجرة والجهاد بالمال والنفس، وحكم على أن أهل هذه الخصال أعظم درجة عند الله من جميع الخلق، ثم حكم لهم بالفوز برحمته ورضوانه، والفوز: بلوغ البغية، إما في نيل رغيبة، أو نجاة من هلكة، وينظر إلى معنى هذه الآية الحديث: " دعوا لي أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "، ولأن أصحاب هذه الخصال على سيوفهم انبنى الإسلام، وتمهد الشرع.
وقوله سبحانه: (يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان)، هذا وعد كريم من رب رحيم، وفي الحديث الصحيح: " إذا استقر أهل الجنة في الجنة، يقول الله عز وجل لهم:
هل رضيتم؟ فيقولون: وكيف لا نرضى، يا ربنا؟ فيقول: إني سأعطيكم أفضل من ذلك!
رضواني أرضي عليكم، فلا أسخط عليهم أبدا... " الحديث.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة