تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٥١
دونهم)، فيه أقوال: قيل: هم المنافقون، وقيل: فارس، وقيل: غير هذا.
قال * ع *: ويحسن أن يقدر قوله: (لا تعلمونهم)، بمعنى: لا تعلمونهم فازعين راهبين.
وقال * ص *: لا تعلمونهم بمعنى: لا تعرفونهم، فيتعدى لواحد، ومن عداه إلى اثنين، قدره: محاربين، واستبعد، لعدم تقدم ذكره، فهو ممنوع عند بعضهم، وعزيز جدا عند بعضهم انتهى.
وقوله سبحانه: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) جنح الرجل إلى الأمر، إذا مال إليه، وعاد الضمير في " لها " مؤنثا، إذ " السلم " بمعنى المسالمة والهدنة، وذهب جماعة من المفسرين إلى أن هذه الآية منسوخة، والضمير في " جنحوا " هو للذين نبذ إليهم على سواء.
وقوله سبحانه: (وإن يريدوا / أن يخدعوك فإن حسبك الله...) الآية: الضمير في قوله: " وإن يريدوا " عائد على الكفار الذين قال فيهم: (وإن جنحوا)، أي: (وإن يريدوا أن يخدعوك)، بأن يظهروا السلم، ويبطنوا الغدر والخيانة، (فإن حسبك الله)، أي:
كافيك ومعطيك نصره، و (أيدك): معناه: قواك (وبالمؤمنين)، يريد الأنصار، بذلك تظاهرت أقوال المفسرين.
وقوله: (وألف بين قلوبهم...) الآية: إشارة إلى العداوة التي كانت بين الأوس والخزرج.
قال * ع *: ولو ذهب ذاهب إلى عموم المؤمنين في المهاجرين والأنصار، وجعل التأليف ما كان بين جميعهم من التحاب، لساغ ذلك، وقال ابن مسعود: نزلت هذه الآية في المتحابين في الله.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة