تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٥٠
مصدرا من رابط، وإذا ربط كل واحد من المؤمنين فرسا لأجل صاحبه، فقد حصل بينهم رباط، وذلك الذي حض عليه في الآية، وقد قال عليه السلام: " من ارتبط فرسا في سبيل الله، فهو كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها "، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
* ت *: وقد ذكرنا بعض ما ورد في فضل الرباط في آخر " آل عمران "، قال صاحب " التذكرة ": وعن عثمان بن عفان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من رابط ليلة في سبيل الله، كانت له كألف ليلة، صيامها وقيامها "، وعن أبي بن كعب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر رمضان - أعظم أجرا من عبادة مائة سنة، صيامها وقيامها، ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين من شهر رمضان - أفضل عند الله وأعظم أجرا - أراه قال: من عبادة ألفي سنة، صيامها وقيامها - فإن رده الله إلى أهله سالما، لم تكتب عليه سيئة ألف سنة، ويكتب له من الحسنات، ويجري له أجر الرباط إلى يوم القيامة "، قال القرطبي في " تذكرته ": فدل هذا الحديث على أن رباط يوم في رمضان يحصل له هذا الثواب الدائم، وإن لم يمت مرابطا. خرج هذا الحديث، والذي قبله ابن ماجة. انتهى من " التذكرة ".
و (ترهبون): معناه: تخوفون وتفزعون، والرهبة: الخوف: وقوله: (وآخرين من
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة